التحالف الديمقراطي الفلسطيني ضرورة لا تحتمل الفشل - وليد العوض

2018-12-17

التحالف الديمقراطي الفلسطيني ضرورة لا تحتمل الفشل

* وليد العوض 

من الطبيعي بل ومن الضروري ان تتداعى القوى والشخصيات اليسارية والديمقراطية لتشكيل تحالف ديمقراطي على الساحة الفلسطيني، وتزداد أهمية هذا التحالف في ظل تصاعد المخاطر التي يتعرض لها المشروع الوطني الفلسطيني، وفِي مركز هذه المخاطر صفقة القرن التي تعمل إدارة ترامب على تنفيذها خطوة خطوة في القدس والمستوطنات واللاجئين وتبديد التمثيل الفلسطيني الموحد ومحاولات فصل قطاع غزة

ويجري كل ذلك بتناغم وتكامل تام مع ما تقوم به حكومة نتنياهو من ممارسات عدوانية وحملات استيطانية وإقرار قانون القومية العنصري الترانسفيري وتشديد الحصار على قطاع غزة وجعل الاولوية للحلول الانسانية على حساب الحل الوطني

على ضوء هذا التناغم والتطابق بين ما تقوم به حكومة الاحتلال وتسعى لتطبيقه إدارة ترامب، فان مهمة مواجهة هذا العدوان المزدوج الامريكي والإسرائيلي ومقاومته يتطلب اوسع جبهة وطنية متحدة، وفِي هذا المجال فان اَي تحالف ديمقراطي يجب ان يكون في اطار تعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية وتصليب الموقف السياسي وتطبيق قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي في اطار استراتيجية وطنية متكاملة لمواجهة المخاطر والتحديات كافة، علاوة على العمل من داخلها نحو دمقرطتها وتعزيز مفهوم الشراكة فيها بما يقود لتفعيل مؤسساتها ودوائرها كافة

كما أن أهمية تشكيل هذا التحالف وضرورته تكمل الحاجة الموضوعية والذاتية له خاصة في ظل استمرار حالة الانقسام ووصول جهود المصالحة الى طريق مسدود، في ظل إجراءات قاسية مست العصب الأساسي لحياة المواطنين خاصة في قطاع غزة علاوة على ما يعيشون تحت وطأته من إجراءات ضريبة مخالفة للقانون داخل قطاع غزة.

ان استمرار هذه الحالة يهدد بمزيد من التدهور على المستوى الداخلي من انتهاك للحريات العامة والخاصة ومصادرة لحرية الراي وتزايد محاولات فرض أنماط معينة على المجتمع الفلسطيني. 

ففِي ظل ذلك تتزايد نسبة البطالة وارتفاع نسبة الفقر وعيش الفئات الكادحة والفقيرة حالة من البؤس غير المسبوق، ويجد عشرات آلاف الشابات والشباب الخريجين أنفسهم على قارعة الطريق. مما جعل القاعدة الاجتماعية لهذا التيار الديمقراطي اكثر اتساعا من سواه،
وما من شك فان عيون الفلسطينيون شاخصة تبحث عن امل يمكن ان يوفره التحالف الديمقراطي فيما لو رأي النور على أسس سليمة ومتينة تمنع استخدامه لغاية هنا وأخرى هناك.

ان الامل بتشكيل التحالف الديمقراطي الفلسطيني هو أمل مشروع ينتظره الشعب لقيادة الجماهير الفلسطينية نحو انهاء الانقسام وطي صفحته الى الأبد، لكن هذا الامل المنتظر مشوب بالقلق نظراً للتجارب السابقة حيث شهدت الساحة الفلسطينية تجارب مماثلة (التحالف الديمقراطي عام 1987، جبهة اليسار 2009، التيار الديمقراطي 2003، التحالف الديمقراطي 2016) وقد تعلقت آمال الناس بشكل كبير في هذه التشكيلات على أمل ان تشكل قارب النجاة من المأزق، لكنها فشلت لعدة أسباب وأهمها الطريقة الاستخدامية التي حكمت عملها، فكان مصيرها الفشل.

هذه الايام والمحاولة تتكرر ومن ذات القوى والشخصيات، وهو امر مهم وضروري لكن المهم أكثر ان لا تفشل لان ذلك سيزيد الناس احباطا على احباط
* عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني