المبادرات بالساحة الفلسطينية والحاجة لتوحيدها

2024-04-08

| محسن أبو رمضان

نقطة الانطلاق بالساحة الفلسطينية تكمن في فهم طبيعة مشروع حكومة الاحتلال. وهذه الحكومة ذات الطبيعة اليمينية والفاشية تتبني خطة الحسم.

تستند الخطة الى فرض مزيدا من الوقائع الاستيطانية على الأرض خاصة بالضفة الغربية، وتعزيز عملية التجزءة والتفتيت بين المكونات الجغرافية والديموغرافية الفلسطينية، وترك كل منطقة لمصيرها الذاتي بعيدا عن المكون الجمعي، وبهدف افشال مسار النضال الوطني الفلسطيني من أجل السيادة والدولة  وتقرير المصير والعودة.

تدرجت دولة الاحتلال بممارساتها الاستعمارية بحق الشعب الفلسطيني من الاحتلال والاستيطان الى التمييز العنصري، والأن وصلت الى أعلى مراحل البطش والتنكيل والجرائم بحق شعبنا من خلال ممارسات "قد ترتقي إلى مصاف الابادة الجماعية كما أشارت محكمة العدل الدولية".

تهدف حكومة الاحتلال الى تقليص دور السلطة والابقاء على الطبيعة الأمنية لها فقط، مع الامعان في تقليص مساحة عملها وصلاحياتها وزج التجمعات السكانية في معازل وبنتوستانات وتهويد القدس وترهيب شعبنا بالداخل وفصل القطاع عن الضفة، وإعادة فرض منظومة الاستعمار بحقة عبر إعادة إنتاج روابط قرى جديدة الى جانب ادخاله في اتون صراع أهلي يعمل على استنزافه واضعاف مقومات صموده وتقويض وحدة نسيجة الاجتماعي.

إن مواجهة هذا المخطط التصفوي يكمن في ادراكه ومعرفة مخاطرة، ويكمن كذلك بالحفاظ على الأدوات القادرة على توحيد الحالة الوطنية الفلسطينية في مواجهة التجزءة والتفتيت ومحاولات إعادة الاحتلال والاستعمار بوسائل جديدة.

تعتبر منظمة التحرير أحد أبرز منجزات شعبنا خلال سني كفاحه الطويل، والمديد. وتحتاج منظمة التحرير اليوم الى إعادة بناء عبر ادماج الكل الوطني الفلسطيني في مكوناتها بوصفها الكيان المعنوي المعبر عن حقوق شعبنا، وكذلك بوصفها جبهة وطنية عريضة تضم الجميع وفق برنامج سياسي متفق علية، وعبر استخدام أفضل السبل لإدارة الصراع الوطني بما يعمل على استنزاف الاحتلال ويحقق المكتسبات والانجازات لشعبنا وبما يقربه من تحقيق أهدافه الوطنية. وتتعدد المبادرات الرامية لتحقيق هذا الهدف الرامي لإعادة بناء المنظمة بوصفها أداة التحرر الوطني والمعبرة عن كافة مكونات شعبنا في كافة أماكن تواجده.

إن العمل على توحيد المبادرات والجهود لتحقيق هذا الهدف، بات ضرورة ملحة. إن ضعف وحدة الحالة الوطنية واستمرار الانقسام، يعطي المجال واسعا للتدخلات والتأثيرات الإقليمية والدولية لفرض النفوذ على الحالة الوطنية الفلسطينية.

إن افشال مخطط الاحتلال بما يتعلق باليوم التالي لوقف الحرب على غزة، وبما يفشل أيضا المساعي الأمريكية الرامية لإعادة إنتاج المرحلة الانتقالية كمدخل لتعزيز التطبيع تحت حجج مخادعة، ومنها أفق تفاوضي يفضي لإقامة دولة فلسطينية، يكمن فقط بالوحدة الوطنية وعبر التمسك بالمنظمة وببرنامج الإجماع الوطني.

إن تشكيل حكومة وحدة وطنية واشراك الجميع في مكونات المنظمة وفق أسس ديمقراطية وتشاركية وتجاوز المرحلة الانتقالية، وتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي وتشكيل هيئة أو قياده موحدة لإدارة الصراع الوطني، تتخذ قرارات الحرب والسلم بصورة موحدة، جميعها نقاط تجتمع عليها العديد من المبادرات التي تحتاج للوحدة وتجميع الطاقات بهدف ترتيب البيت الداخلي وطنيا وديمقراطيا، بوصف ذلك المدخل الحاسم لمواجهة التحديات واستثمار تضحيات شعبنا على طريق الحرية والاستقلال والعودة.