محطات فلسطينية مفصلية - المحطة الرابعة - بقلم: د. واصف منصور

2010-11-06

في ذكرى توقيع اتفاق أوسلو

محطات فلسطينية مفصلية

المحطة الرابعة

الكاتب: د. واصـف منصـور / المغرب

المؤتمر السادس لحركة فتح
مرت عشرون سنة على انعقاد المؤتمر الخامس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في العاصمة التونسية عام 1989. ولاشك أنها مدة طويلة ما كان لها أن تستطيل كل هذا الوقت، ولكن ظروفا وأحدثا وملابسات داخلية ذاتية وفلسطينية وعربية ودولية ساهمت في عدم انعقاد المؤتمر.

وأثناء التحضير للمؤتمر راهنت أوساط وجهات فلسطينية وعربية ودولية على عدم قدرة حركة فتح على عقد مؤتمرها السادس، أو على عدم قدرتها على إنجاح المؤتمر، أو عدم قدرتها على الحفاظ على وحدة الحركة، خاصة بعد التطورات الدراماتيكية التي شهدتها الساحة الفلسطينية عموما والفتحوية على وجه الخصوص من انقلابات وتمحورات وتناحرات.

وكان على حركة فتح أن تثبت أنها لازالت قطب الرحى في الساحة الفلسطينية ودينامو الحركة التحررية الديمقراطية التقدمية العربية، وأن تدخل محطة مؤتمرها السادس بالشجاعة والاقتدار والحنكة اللازمة. وشارك في المؤتمر أكثر من ألف وثمانمائة عضو، يمكن أن ينطبق عليهم ما قاله الأخ أبو مازن في إحدى جلسات، وأشار إليه العديد من المتدخلين (ليس كل من في القاعة أهل لعضوية المؤتمر، وهناك أعداد كبيرة خارج هذه القاعة أهل لأن يكونوا فيها).

وكان الأعضاء الحاضرون يمثلون ثلاثة أجيال أو فئات:
- الجيل الأول من المؤسسين الماهدين، وهم قلة قليلة من الحاضرين
- الجيل الثاني من المناضلين حملة السلاح والقلم ممن دافعوا عن القضية والثورة في مختلف معاركها وعلى شتى الساحات في المنافي
- الجيل الثالث من المناضلين الذين اكتووا بنار الاحتلال وسياط الجلادين الصهاينة وقبضوا على فتحويتهم كالقابض على الجمر، وحتى لو لم يكن بعضهم متشبعا تماما بالفكر الحركي والتقاليد الحركية بسبب ظروف الاحتلال.

ودخل إلى فلسطين أعداد من المناضلين ممن لم يكونوا قد حصلوا على الأرقام الوطنية- بعضهم حصل على رقم وطني لاحقا- فكانت فرصتهم لتقبيل ثرى وطنهم لأول مرة. مناضلون عاشوا ظروف السرية في العمل التنظيمي خارج الوطن، ليفاجأوا في مختلف مدن الضفة الغربية بلافتات على بنايات تضم مكاتب ومراكز علنية تحمل اسم حركة فتح.

وانعقد المؤتمر بحضور شخصيات وضيوف عرب وأصدقاء من مختلف بقاع العالم، ودخل في نقاشات مطولة واستمع إلى مداخلات لم تخل من النقد والنقد الذاتي الحاد، كما لم يخل أي منها من الحرص على وحدة الحركة والتشبث بالمبادئ والأهداف التي انطلقت على أساسها الحركة وسقط على دربها عشرات آلاف الشهداء.

ورغم كل ما قيل عن تحالفات وتمحورات تحكمت في قائمتي الصف الأول والصف الثاني (اللجنة المركزية والمجلس الثوري)، فإن المؤتمر انتهى إلى نتائج هامة أبرزها:
- عقد المؤتمر بحد ذاته.
- حفاظه على وحدة الحركة.
- تركه الباب الأول من النظام الأساسي للحركة المتعلق بالأهداف والمبادئ دون أي تغيير.

انتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري، فيهما تمثيل للمناضلين المؤسسين والقدماء والأسرى والمحررين والنساء والشباب، لا تهم أسماؤهم بقدر ما يهم إثباتهم أحقيتهم بهذا الانتخاب والتزامهم بمبادئ وأهداف الحركة فكرا وممارسة.

6/11/2010