الشيوعي الياباني.. القوة الثالثة في البلاد

2015-05-20

الشيوعي الياباني.. القوة الثالثة في البلاد

كتب: رشيد غويلب

2015/5/19

احتفل الحزب الليبرالي الديمقراطي اليميني المحافظ في اليابان بفوزه في انتخابات حكام المدن، ومجالس البلديات، والحكومات المحلية، التي جرت في يومي 12 و 26 نيسان الفائت. وجاء في المرتبة الثانية شريكه في التحالف الحاكم حزب "كوميتو" البوذي، وكانت نسبة المشاركة في التصويت منخفضة بالنسبة للانتخابات في اليابان، اذ بلغت 47 بالمئة في انتخابات حكام الولايات، و45 بالمئة في انتخابات مجالس البلديات، ما جعل من الصعب على الحزب الحاكم تسويق النتائج على انها مساندة لسياسة الحكومة اليابانية الحالية.

ولكن الشيوعيون استطاعوا بسهولة الإشارة إلى نجاحهم، إذ استطاع الحزب الشيوعي الياباني تحقيق أفضل نتيجة له منذ 20 عاما تقريبا في انتخابات مجالس البلديات حيث رفع عدد مقاعده من 80 الى 111 مقعدا. وفي انتخابات مجالس 17 مدينة كبيرة، استطاع الشيوعيون زيادة مقاعدهم من 107 إلى 136 مقعدا. وبهذا ترك الشيوعي الياباني الحزب الديمقراطي، الذي حكم البلاد في سنوات 2009-2012 خلفه. وبعد تحقيق هذه النجاحات، احتل الحزب الشيوعي المرتبة الثالثة في خريطة القوى السياسية في اليابان التي تشكل القوة الاقتصادية الثانية في العالم.

وعلى العكس من الحزب الديمقراطي، خاض الشيوعيون حملتهم الانتخابية على أساس برنامج واضح في معارضته للحكومة، تضمن رفضا لمحاولات اليمين تغيير الطابع السلمي لدستور ما بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك رفضوا سياسة التحالفات العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية. ودعم الشيوعيون مقاومة توسيع الوجود العسكري الأمريكي في جزيرة أوكيناوا جنوبي البلاد. وشارك النواب الشيوعيون في الحركة الاحتجاجية التي شهدتها العاصمة طوكيو ومدن أخرى في البلاد.

بالإضافة إلى موقف الحزب المناهض لاتفاقية التجارة الحرة (اتفاق الشراكة العابرة للمحيط الهادي) المزمع إبرامها بين اليابان والولايات المتحدة وعشر دول أخرى.

وهي نسخة آسيوية لمشروع اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي، التي تواجه هي الأخرى حركة احتجاجية واسعة، كونها تعطي صلاحيات واسعة للشركات العالمية الكبيرة على حساب الصلاحيات الدستورية التي تتمتع بها برلمانات الدول المشاركة فيها. وينتاب الفلاحين ومنتجي الحليب في اليابان القلق من عملية رفع القيود عن الأسواق التي تشكل هدفا رئيسيا لهذه الاتفاقيات.

ويقف الشيوعي الياباني ضد تشبث رئيس الوزراء اليوناني بمشاريع الطاقة الذرية. وبعد كارثة فوكوشيما كان الحزب الشيوعي وحيدا يناضل من اجل إنهاء استخدام الطاقة النووية.

واستطاع الشيوعيون إقناع الكثيرين في المطالبة بتقليص ساعات العمل الإضافي، وهي مشكلة يعانيها الشباب العاملين في مطاعم الوجبات السريعة والأسواق التجارية، والذين ينتقلون من عقد عمل محدود الى آخر لقاء اجور منخفضة في الغالب. وشارك اتحاد النقابات، الذي يضم الكثير من الأنصار الشيوعيين في 15 نيسان الفائت، في اليوم العالمي لدعم عمال مطاعم الوجبات السريعة، والذي طالب بحد أدنى للأجور مقداره ألف ين ياباني، أي ما يعادل عشرة دولارات في الساعة تقريبا.

ومنذ نجاحات انتخابات مجلس طوكيو في عام 2013 انظم الكثير من الشباب إلى صفوف الحزب الشيوعي الياباني. وفي كانون الثاني 2014 أعلن الحزب ان عضويته بلغت 320 الفا، وبهذا يصبح الحزب واحد من أهم الأحزاب الشيوعية في العالم.

ومعروف ان الحزب الشيوعي الياباني يعتمد في برامجه السياسية اليومية أهدافا قريبة تمثل حاجات الناس الضرورية، من دون ان يتقاطع ذلك مع برنامجه الذي ينص على اعتبار الاشتراكية هدفاً استراتيجياً له.