سياسيون ومثقفون يحذرون من احتكار الدين ويدعون للحفاظ على الهوية الفلسطينية

2011-04-24

سياسيون ومثقفون يحذرون من احتكار الدين
ويدعون للحفاظ على الهوية الفلسطينية

رام الله / وطن للأنباء/ أكد عشرات من السياسيين والمثقفين والمفكرين وممثلي عدد من فصائل منظمة التحرير، على ضرورة محافظة كل فصيل وحزب فلسطيني على هويته السياسية، في الوقت الذي لا يحق فيه لأي فصيل احتكار الدين لنفسه، مع ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية والقضية الفلسطينية من "الخطف"، على ضوء الأحداث المتسارعة على الساحة العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص.

جاء ذلك في حلقة نقاش عقدها مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان في مقره بمدينة رام الله، بعنوان "مواقف الأحزاب والحركات السياسية من المسألة الدينية"، حيث أكد المشاركون انه ليس من الممكن إغفال المسألة الدينية على الساحة الفلسطينية، كونها مهد الديانات السماوية، وكون الصراع الدائر منذ عقود بين الفلسطينيين والاحتلال قائماً لا يسقط المسألة الدينية، إضافة إلى إن الأحزاب والحركات الفلسطينية الكبرى وأبرزها حركة "فتح"،جاءت رداً على محاولة خطف القضية الفلسطينية وطمس الهوية الوطنية، فكان لا بد لهذه الحركات إن تشمل جميع مكونات الشعب الفلسطيني ولا تأخذ المنطلق الديني مقياساً لمكوناتها، فانضم لها العلماني والمتدين والمسلم وغير المسلم، إذ أنها كانت حاضنة لأبناء الشعب الفلسطيني على اختلاف مشاربهم.

وأشار المشاركون إلى أن إشكالية الدين في الحركة الفلسطينية برزت في ثمانينيات القرن الماضي، عندما تبلور "الإسلام السياسي"، وأخذ يزاحم الفصائل الفلسطينية ويحاول إن يصنع لنفسه ثقلاً على الساحة الفلسطينية، بغية التأثير في القرار الوطني الفلسطيني.

وبيّن المشاركون أن الساحة الفلسطينية مرت بثلاث مراحل الأولى كانت مرحلة ثورات ومقاومة شعبية موحدة ضد الاحتلال استمرت لغاية الانتفاضة الأولى، والمرحلة الثانية هي مرحلة صعود "الإسلام السياسي"، إذ شهدت هذه المرحلة مرونة في التعامل من قبل الأحزاب اليسارية وحركة فتح مع "الإسلام السياسي"، والمرحلة الثالثة هي مرحلة الثورات العربية التحررية، وفي هذا المرحلة يتحتم التقاط المتغيرات الحاصلة على الساحات الإقليمية، حيث أن هناك مؤشرات واضحة وجلية لصعود العلمانية من جديد.

واستطرد المشاركون في نقاشهم حول الثورات العربية، إن الخاسر الأول هي الأنظمة العربية ومن ثم "الإسلام السياسي"، فهو الآن لا يعيش أحسن حالاته في ظل ما تحمله الثورات الشبابية العربية من طابع علماني يصب في خانة فصل الدين عن الدولة.

وفي ختام النقاش، أوصى المشاركون بضرورة فصل الدين عن الدولة، وعدم احتكار أي جهة الدين لنفسها وتكفير الآخر، وان اختلاف الفصائل والأحزاب الفلسطينية في جزئيات معينة، لا يعني حرف البوصلة الوطنية عن مسارها الطبيعي في التحرر وإقامة مجتمع مستقل تسوده الأعراف والحقوق الاجتماعية والإنسانية والسياسية، ولا تطغى أية جهة على أخرى.

24/4/2011