ناشطون: الولايات المتحدة تحاول سرقة الثورات العربية

2011-04-22

استياء من نشر واشنطن بوست تقريرًا عن دعم المعارضة السورية
ناشطون: الولايات المتحدة تحاول سرقة الثورات العربية

القاهرة – ايلاف - أثار توقيت نشر صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقريرًا حول تمويل الولايات المتحدة الأميركية المعارضة السورية استياءً شديدًا بين أوساط الناشطين العرب، معتبرين أن واشنطن تكرر ما فعلته أثناء الثورة المصرية، حيث نشرت "نيويورك تايمز" تقريرًا في وقت سابق عن تدريب ناشطين مصريين على استخدام التكنولوجيا، مؤكدين أن واشنطن تحاول سرقة الثورات العربية.

ونفى المحامي المصري محمد حجازي سليم حجازي رئيس مجلس أمناء مراكز التحكيم والمنظمة الاقليمية لحقوق الانسان في تصريح خاص لـ"ايلاف" صحة التقارير الأميركية، وقال "لا يستطيع أن يعطي الحرية الأميركيون أو غيرهم، فأميركا ضد الحرية"، معتبرًا أنّ "أميركا إذا دخلت إلى دولة أفسدتها".

وأكد "أن الولايات المتحدة كانت ضد ثورة 25 يناير، ومع الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونظامه"، وأضاف "عندما وجدوا عزيمة الشعب واصراره أصبحوا مع انتقال السلطة الى النائب السابق عمرو سليمان"، مشددًا على أنهم " كانوا ضد الشعب المصري في كل سياساته، وهم يكيلوا بمئة مكيال، وليس لديهم عدالة وفاقد الشيء لا يعطيه". ورأى أن ثورة المصريين كسرت كل قواعدهم وتابوهاتهم، مضيفًا أنه لا يمكن أن يكونوا مع حرية الشعوب لأن ذلك ضد مصالحهم.

وأكد "أنّ واشنطن مع أي نظام يخدم مصالحها، حتى لو كان نظامًا ديكتاتوريًا فاسدًا، وهي لن تكون مع أي نظام عادل لأن النظام العادل يصغي إلى شعبه، وليس إلى الغرب"، مشددًا على "اهتمام واشنطن بثروات العالم النفطية فقط".

توقيت غريب
من جانبه، قال أحمد صلاح مسؤول الاتصال في ائتلاف لجان الدفاع عن الثورة في تصريح خاص لـ"ايلاف" إنّ توقيت ظهور هذا التقرير غريب، وربما لحسابات داخلية داخل الادارة الأميركية. وأضاف: "يوحون بأنهم المسؤولون عن الثورات العربية، مؤكدًا "أنه بالنسبة إلى مصر لم يكن هناك تدريب للناشطين".

وأوضح "أنا شخصيًا ذُكر اسمي في وثائق ويكيليكس على أساس أنني حضرت مؤتمرًا في نيويورك حول الحركات الشبابية الموجودة في العالم، وقالت الوثائق إنني أظهرت إعجابي بالمؤتمر"، موضحًا "أن المؤتمر لم يكن تدريبيًا، وكان مؤتمرًا للتعارف".

وأضاف "في الواقع لم يتم تدريب الناس على إسقاط الأنظمة بأي شكل من الأشكال"، وقال "إن المعهد الجمهوري الأميركي ينظم دورات للمجتمع المدني في دبي والأردن واسطنبول .."، وشدد على أنّ "هذه الدورات لاعلاقة لها بأي ثورات، لأن الحكومة الأميركية كانت سعيدة بالديكتاتوريات، في مصر على الأقل"، وتابع "بالفعل كانت الحكومة الأميركية تنظم هذه الدورات، الا أنه لا علاقة لها بالنزول الى الشارع أو تغيير انظمة الحكم".

بدوره قال الصحافي ياسر زارع في تصريح خاص لـ"ايلاف" إنّ واشنطن "تنسب الفضل لنفسها في الثورات العربية في مصر وسوريا، وهي التي قررت تحريك الشعوب العربية ضد حكامهم الفاسدين، وهذا غير صحيح، وان حصل أية تدريبات أو دعم فني لأي من النشطاء، فهو ليس سبب قيام هذه الثورات"، وأضاف "أميركا ليس لها أي فضل على الآخرين، وكلام الاعلام الأميركي هو لمجرد استغلال الموقف وتبرير عجز واشنطن وعدم معرفتها بقيام الثورات وتطورها ولتبرر دعمها الأنظمة الديكتاتورية".

دعم مالي للتحول الديمقراطي
تقادم الخطيب منسق جبهة شباب الثورة في القاهرة الكبرى والمحافظات أقرّ في تصريح خاص لـ"ايلاف" "أنّ هناك دعمًا ماليًا تحت عنوان عريض هو التحول الديمقراطي في مصر"، وذلك ما اعتبره "لأهداف معينة تتلخص في الرؤية المستقبلية لمعاهدة السلام والعلاقات السياسية والاقتصاد، وهي أهم محاور تتعامل فيها المنظمات الأميركية والأوروبية الآن".

وحول نشر تقارير أميركية من هذا النوع عن دعم المعارضة السورية هذه الفترة قال "إن الهدف تفتيت القوى الثورية وبثّ المشاكل بين الأطراف واللعب على الأوراق"، وأشار الى أن هذا ما تم نشره في تقارير أميركية سابقة حول دعم ناشطين مصريين تقنيًا فترة الثورة المصرية.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قالت إن تمويل واشنطن المعارضة السورية بلغ 12 مليون دولار بين الأعوام 2005 و2010، أي بمعدل مليونين و400 الف دولار سنويًا. وأشارت الى أن التمويل بدأ بعد في العام 2005، وحسب المقال، فإن الأموال تضمنت تقديم ستة ملايين دولار لتلفزيون "بردى" المعارض، الذي بدأ بثّه من لندن في ابريل/نيسان 2009، وان الأموال الاميركية المخصصة للتلفزيون استمرت، حسب وثائق ويليكس، حتى سبتمبر/ايلول 2010.

ولفتت الى انه في ابريل 2009، قامت "اعلى ديبلوماسية في السفارة" بارسال مذكرة، حذّرت فيها من كشف السوريين للتمويل الاميركي، وهو ما "ستعتبره الحكومة السورية بمثابة محاولة لتغيير النظام". واقترحت الديبلوماسية، اعادة النظر في برامج التمويل الاميركية "للفصائل المناوئة" للحكومة السورية.

وكشفت أن "المخابرات السورية" عمدت الى التحقيق مع سوريين، اشتبهت في انهم كانوا على اتصال بالسفارة وأميركيين زاروا دمشق، مثل جيم برنس، رئيس "مجلس الديموقراطية"، الذي تلقى الأموال الحكومية، ومن المفترض انه مررها الى تلفزيون بردى، والموظف في الخارجية الاميركية جوزف برغوت، وهو سوري أميركي، وهو مانفاه القائمون على" بردى" والولايات المتحدة الأميركية.

22/4/2011