أدونيس: أنا أكبر شخصية سورية على الاطلاق

2009-12-01

أدونيس: أنا أكبر شخصية سورية على الاطلاق

بروكسل – ا.ف.ب.- يبدي الشاعر أدونيس في مقابلة أجرتها معه وكالة "فرانس برس" في بروكسل على هامش قراءات شعرية قدمها مساء السبت الماضي، استياءه الشديد للمعاملة التي لقيها من قبل منظمي معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت الشهر الفائت، مشيرا في المقابل إلى الاهتمام المفاجئ له في الصين حيث نال جائزة زونغ كون الدولية للشعر قبل أيام.

وجدول عمل الشاعر ادونيس مثقل بلقاءات في أماكن متباعدة جغرافيا. فهو يتسلم جائزة دولية للشعر في الصين لينتقل الى افتتاح معرض لرسوماته في أبوظبي وغيرها من اللقاءات، ما يؤدي أحيانا الى تأجيل بعض مواعيده كي لا تتضارب، كما حدث في لقائه الشعري مع جمهور بروكسل الذي أقيم السبت بعد ارجاء.

في العاصمة البلجيكية قرأ ادونيس بعض قصائده في قصر الفنون الجميلة وكذلك قدمت قراءات لقصائد له مترجمة الى الفرنسية والهولندية في امسية تخللتها فقرات موسيقية.

واستكملت الامسية بحوار جمع ادونيس والشاعر البلجيكي غيرت فان استندال، أدارها الشاعر المغربي طه عدنان، لتكون المناسبة الختامية لمهرجان "موسم" الذي احتفى بالثقافة العربية في عدة مدن بلجيكية.
ويقول ادونيس في لقاء مع وكالة "فرانس برس" إنه مستاء جدا مما حصل معه في معرض الكتاب الفرنكفوني في بيروت نهاية تشرين الاول/اكتوبر الماضي.

وكان معرض الكتاب الفرنكفوني نظم لقاء شعريا لادونيس، إلا أن الشاعر غادر الصالة غاضبا بعد خمس دقائق، واعلن مقاطعته للمعرض لأن "سوء التنظيم والاهمال كانا في مستوى لم يخطر لي ولا أتصوره"، على ما يقول.
ويعتبر الشاعر السوري، الذي أقام في بيروت لسنوات، وغادرها ليستقر في باريس منذ بداية الثمانينات، أن ما حصل في معرض الكتاب كان "نوعا من الغش والدناءة والسخافة الذي يغضبني كثيرا"، معتبرا أن "الغش هنا عندما أدعوك في إطار شيء ثم أعاملك على مستوى آخر".

وما يزيد استياء ادونيس من الحادثة أن المنظمين لم يحاولوا الاعتذار منه بعدها، ويعلق بالقول أن الأمور "ما حصل في بيروت" تصبح كأنها شخصية ولم أفسرها إلا سياسيا، وكأنهم يقاصصون سوريا من خلالي".

ويشدد على أنه كان "مقصرا" في تعبيره عن غضبه وقتها، قائلا وهو يضحك "أحسست أني لم أفعل ما كان يجب فعله. كان يجب أن أضرب الطاولة أو أكسرها أو أفعل شيئا آخر".

من جهة أخرى أعرب ادونيس عن دهشته بالاهتمام الذي يلقاه في الصين.
ففي شهر نيسان/ابريل الماضي وقع المختارات الشعرية التي صدرت مترجمة له هناك، وخلال اشهر نفدت طبعة المختارات. ويقول انه نال استنادا على هذا النجاح جائزة "زونغ كون" الدولية للشعر، مكافأة "لمكانته الشعرية العالمية ولتأثيره في الشعر الصيني المعاصر" كما ورد في بيان الجائزة.

ويقول ادونيس "اعتقد أن الصينيين على المستوى العام أكثر فهما لشعري من الوسط الثقافي العربي"، مستندا في استنتاجه الأخير إلى النقاشات التي جمعته بمثقفين صينيين وبالجمهور الصيني في عدة لقاءات نظمت له معهم، وأيضا إلى حجم مبيعات طبعة مختاراته الشعرية، التي يعاد طبعها الآن "وهو أمر لا يحدث إلا نادرا" كما يؤكد نقلا عن مثقفين صينيين.

وجائزة زونغ كون هي من أعرق الجوائز الأدبية في الصين، وتقدمها للسنة الثانية مؤسسة ثقافية "مستقلة"، كما يقول ادونيس موضحا أنه لو كانت الجائزة صادرة عن مؤسسة تابعة للدولة لكان موقفه مختلفا "لأني ولا مرة في حياتي أخذت جائزة دولة".

وردا على سؤال إن كان مستعدا لقبول جائزة دولة من بلده سوريا، أجاب أدونيس "أنا أعتبر نفسي أكبر شخصية سورية على الاطلاق، واذا قبلت جائزة "سورية" يجب أن تكون أكبر جائزة تقدم لأي شخصية"، وأضاف "لا أقبل اطلاقا أي جائزة عادية، سواء من سوريا أو من أي بلد عربي آخر".

ويعتبر ادونيس أن الجوائز اجمالا لا تعنيه لأنها "قائمة على اعتبارات معينة وفي معظم الأحيان من يستحقون الجوائز لا يأخذونها"، لكنه يشير الى أن القيمة المادية للجائزة "تتيح للكاتب أن ينصرف إلى عمله، وينقطع عن أعمال أخرى يقوم بها لدفع فواتيره".

ويبدو أن ادونيس اهتدى أخيرا إلى ما يمكنه من دفع فواتيره التي "كنت أموت من الشغل في ترجمات وأشياء سخيفة" لتأمينها، على حد تعبيره.
فهو يعد رسومات كولاج مؤكدا أنه لا يحترف الرسم ولا يمتهنه، بل يبقى عنده هواية. الان أن معارض تقام لرسوماته هذه كان آخرها في 24 تشرين الثاني/نوفمبر في أبوظبي.

ويشرح أدونيس أن الضجر هو ما قاده لتنفيذ أول رسومات الكولاج والصدفة هي التي ذهبت بها الى المعارض بعدما أعجب بها أحد اصدقائه.
ويوضح أن انخراطه في هذا العمل جاء بعدما رأى "العبث الهائل في المجتمع الذي نعيشه"، مضيفا "تشتغل على ديوان شعر سنة، وأحيانا ثلاث سنوات، وتطبعه، وتشتغل على كولاج ساعة ونصف فيكون مردوده عشرات أضعاف مردود ديوان الشعر".

1/12/2009