المطلوب رأس فتح ؟ - بقلم: نـافــذ غنيــم

2009-07-16

نــافــذ غنيـــم
عضو المكتب السياسي
حزب الشعب الفلسطيني

المطلوب رأس فتح ؟

مع اقتراب عقد حركة فتح لمؤتمرها العام السادس، تشتد وطأة الهجوم عليها في محاوله لخلق تعقيدات كبيرة أمام نجاح مؤتمرها، كما يدفع البعض ممن يتربصون بمستقبل هذه الحركة الوطنية والتاريخية حالتها الداخلية إلى صراعات طاحنة، في محاولة لن يؤدي ذلك إلى انشقاقات عميقة تضعف من دور هذا الفيصل الأساسي والرئيسي على الساحة الفلسطينية، وليس غريبا أن ينبري البعض في هذه المرحلة بالذات ومع اقتراب موعد عقد المؤتمر لإطلاق أسهمه لإصابة كبد هذه الحركة، وليس غريبا أيضا أن تشحذ سيوف ممن هم خارج الحركة لأجل تقطيع أوصالها ظنا منهم بان إضعاف حركة فتح سيمكنهم من الاستحواذ على النظام السياسي الفلسطيني، وتوجيهه كما يحلو لهم وفقا لأجندتهم التي انقلبت على الشعب الفلسطيني مشروعا وتاريخا وتضحية .

وفي خضم هذه المعركة المحتدمة، علينا الإقرار بان هذا التأخر الطويل في عقد المؤتمر العام لهذه الحركة المناضلة راكم الكثير من الثغرات والنواقص، وفاقم من حدة الصراع الداخلي لأسباب ودوافع مختلفة، ووفر للآخرين ما يكفي لاستغلاله في دعايتهم التحريضية ضد الحركة وكوادرها، الأمر الذي يستدعي من كافة أبناء حركة فتح التعامل مع لحظة المخاض الحالية لتجديد حركتهم بمسئولية عالية، وتجاوز كل القضايا الخاصة ذات الطابع الشخصي لأجل إنقاذها من خلال الوصول بالمؤتمر السادس لنتائج تعزز وحدة الحركة وتفعل مؤسساتها، وتطور برنامجها السياسي ونظامها الداخلي بما يستجيب لمصلحة الشعب الفلسطيني ومصلحة الحركة .

وان كان يدرك أبناء شعبنا الذين يتمنون لفتح الخير بان الهجمة من خارجها معروفة الأسباب والدوافع، فإنهم لا يأملون أن يعطي البعض من داخل الحركة صدا لهذه الأبواق الغير مسئولة، والعمل على الالتزام بمبادئ وأسس الاختلاف الذي يجب أن ينحصر في إطار الحوار الهادئ المسئول، وحق الاختلاف على قاعدة حسم المؤتمر بوسائله الديمقراطية لكافة القضايا مهما عظمت حدة الاختلاف حولها، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تصل حدة الاختلاف الداخلي لبعض قيادات الحركة إلى ما وصلت إليه الآن، هذا الأمر الذي يأسف له كل الوطنيين الأحرار، لكنه بلا شك يفرح ويثلج صدور المتربصين ليس بفتح فقط، وإنما بالحركة الوطنية الفلسطينية وبمشروعها الوطني .

ليس صحيحا أن ما ستحصده فتح في مؤتمرها السادس سينحصر في حدودها التنظيمية الداخلية كما يتصور البعض، لان ما تنتجه فتح من مواقف وقرارات سيكون له انعكاساته وتداعياته على الحالة السياسية الفلسطينية، كذلك على مستقبل الحالة الداخلية الفلسطينية بما في ذلك المسار الذي سيسلكه النظام السياسي الفلسطيني في المرحلة القادمة، لذا فان هناك مصلحة تتقاطع معها أجندات مختلفة محلية وإسرائيلية وعربية وإقليمية ودولية للمس بمكانة هذه الحركة وبدورها التاريخي، وتحويلها إلى حركة ضعيفة غير قادرة على الحفاظ على المشروع الوطني والدفاع عنه، وبالتالي التساوق مع المشاريع التي لا تحقق لشعبنا أهدافه الوطنية، وان لم تستجب لذلك فان في واقع إضعافها تعزيزا لقوة الآخرين الجاهزين في مرحلة قادمة ورغم ضجيج الشعارات للتساوق مع ما هو دون القائم .

إننا نتمنى لحركة فتح النجاح والتوفيق في عقد مؤتمرها السادس، وندعو إخواننا ورفاقنا المناضلون فيها الترفق ببعضهم البعض، والحرص على أن تقوى فتح بإرادتهم الوحدوية وبعزيمتهم التي لا ولن تلين أمام الهجمة القائمة بل ستدفعهم لتغليب العام على الخاص لأجل ما هو أسمى لمصلحة الحركة ومشروعها الوطني المكافح .

إن شعبنا ينتظر من قادة وكوادر حركة فتح النجاح في تصويب مسيرة حركتهم، وان يرسخوا ويطوروا كل ما من شانه الوصول بشعبنا لبر الأمان نحو تحقيق أهدافه الوطنية، وكذلك ما يعزز المسيرة الديمقراطية في الحياة الفلسطينية والشراكة الحقيقية .

كما نقول لكل المتربصين بهذه الحركة الوطنية المكافحة بان حساباتهم لن يكتب لها النجاح، لان من قاد مسيرة الشعب الفلسطيني عشرات السنين برغم النواقص التي رافقت ذلك، ومن قدم عشرات آلاف الشهداء والمعتقلين والمصابين، ومن دافع في لحظات الجزر والانعطافات الحاسمة عن المشروع الوطني ومستقبل الشعب الفلسطيني، لن يكسر ولن يهن، وستتمكن حركة فتح من تجاوز أزمتها رغم المتآمرين عليها من داخل صفوفها ومن خارجها .


16/7/2009

16/7/2009