استضافة الصالحي في حلقة المحور على قناة العالم الاخبارية بمناسبة يوم الارض

2009-04-08

الصالحي ضمن حلقة المحور على قناة العالم:

السؤال كيف يتم الدمج بين المقاومة والتهدئة والتفاوض السياسي؟

استضافت قناة العالم الاخبارية ضمن برنامجها المحور، الرفيق بسام الصالحي الامين العام لحزبنا، يوم الثلاثاء 31/3/2009 لمناسبة يوم الارض، وكان عنوان الحلقة:  "يوم الارض .. التوسع الاستيطاني .. والجدار"، شاركه فيها عمر عساف ممثل اللجنة الوطنية العليا للدفاع عن حق العودة، ونظرا لاهمية الحديث، ننشر ما قاله الرفيق الامين العام في هذه الحلقة.


فارس الصرفندي :
البعض يقول ان تل ابيب كشرت عن انيابها مؤخرا بالاشهر الاخيرة وقررت ان تكون واضحة في سياستها الاستيطانية لماذا الان تحديدا ؟

بسام الصالحي : الاستيطان هو المهمة المركزية لاي حكومة في اسرائيل، واستغلت حكومة اولمرت الضعف العربي والدعم الاميركي الاستمرا ر بالاستيطان واستفادت بشكل واضح من خطأ التفاوض من اوسلو وللان، بعدم ربط المفاوضات مع وقف الاستيطان .

الحكومة الحالية وما سبقها تنطلق من حقيقتين:

اولها الصراع الحقيقي هو في الضفة الغربية وتريد الحسم من طرف واحد مساحة الاراضي لاسرائيل وما تبقيه للفلسطينيين وهي تعرض ذلك في مفاوضاتها ان قبلناها كان بها وان رفضناها تفرضها علينا بالقوة وهذا منحاها منذ سنوات .

ثانيا هناك تركيز على القدس التي لو قارنا بين العدوان الوحشي على غزة وعدد البيوت التي دمرت فيه وبين الاخطارات لتدمير بيوت في القدس لوجدنا نتائج مذهلة اكثر من 1700 بيت في القدس مهدد بالهدم والاخلاء وهناك عزل للمدينة وصراع نحو تطهير عرقي لسكانها .

ثم ان ينتقل مفهوم وثقل الدولة الفلسطينية لغزة اسرائيل تريد ان تضع الحقائق بانه اذا لا بد من دولة فلسطينية فمركزها غزة وممكن ان تلحق بها اجزاء من الضفة او لا تلحق فاقتطاع مساحات واسعة من الضفة هو هدف استراتيجي لاسرائيل.

فارس الصرفندي :
تكثيف في الاستيطان بتغطية مفاوضاتية منذ اوسلو لليوم ، الا ترى انه من الضروري ان تعترف الاطراف الفلسطينية بان هذه المفاوضات فشلت ويجب البحث عن طريق اخر للتعامل مع تل ابيب ؟

بسام الصالحي : في حوار القاهرة للاسف غاب موضوعان ، المصالح الحقيقية للشعب الفلسطيني وادارة الصراع مع الاحتلال ولذلك انحصر النقاش لمعالجة القضايا الاخرى، الامن والاجهزة الحكومية وتخص الاطراف السياسية فقط ولذلك واجهنا انه لدى حماس ورقة التهدئة وشاليط شان خاص بهم ليس مفتوحا للحوار وابو مازن يملك الحوار والتفاوض وهو شان يخص فتح وغير مطروح للنقاش. هذه الموضوعات يجب طرحها لمناقشتها لتوحيد الخطاب السياسي الفلسطيني .

يجب ان يعاد رسم العملية التفاوضية وهو ان يتم منع العودة للتفاوض الا بعد وقف الاستيطان والتزامات دولية بذلك ، والتهدئة كذلك التي انحصرت بادخال مواد او فتح المعابر السؤال كيف يتم دمج المقاومة بالتهدئة والتفاوض السياسي عندما نعلن تهدئة ترافقها عملية سياسية نكون متفقين عليها ، وعندما تخفق واحدة منهما يكون لدينا بدائل متفق عليها .

فارس الصرفندي :
اذا حلت المشاكل ( الفلسطينية _ الفلسطينية ) الا تعتقد ان هذه الامور الغير مطروحة للنقاش ستعيد الامور للمربع الاول ؟

بسام الصالحي : بالعكس تماما هناك مازق للجميع لن ننجح بالمقاومة في ظل الانقسام ولا نستطيع النجاح بالتفاوض دون موافقة كل الاطراف وعدم وجود توافق، فاذا كنا مقبلين على تهدئة ومنحت للاسرائيليين لعام ونصف العام فليكن مترافقا معها استعدادا فلسطينيا لعملية سياسية جادة بنفس الفترة بشرط تحرك دولي نحو ذلك .

اهدافنا تتلخص بثلاثة نقاط اولا: ان يتم على الارض بناء جبهة موحدة للمقاومة الشعبية في الضفة الغربية تتوحد فيها كل القوى في فلسطين .
ثانيا: ان ينتهي الانقسام وتوضع خطة سياسية موحدة للتعامل مع المجتمع الدولي ومنها عدم العودة للنفاض دون وقف الاستيطان .
ثالثا: البدا في التفكير باعلان حدود الدولة الفلسطينية من طرف واحد .

فارس الصرفندي : الا ترى ان البعض وقع بشرك المصطلحات الاسرائيلية اليوم هناك تكرار عن المستوطنات غير الشرعية وكانه هناك مستوطنات شرعية ومقبولة اتعتقد انه تم جر الفلسطينيين لهذه المصطلحات ؟

بسام الصالحي : الخلل هو قبول خارطة الطريق التي نصت على شئ من ذلك والتمييز بين البؤر الاستيطانية غير الشرعية والاستيطان بشكل عام وهذا المفهوم يجب ان يسقط من التعامل فالاستيطان كله غير شرعي ويجب وقفه .
هناك خطا استراتيجي في كامب ديفيد حدث عندما تم قبول مفهوم التبادل للاراضي الفلسطينية بالمستوطنات كان هذا خطا ولم يكن يجب استمرارها .
يجب القول بان كامل الارض التي احتلت عام 1967 ان تعود لتصبح موطن الدولة الفلسطينية ومن هنا يجب ان نبدا، لا ان نبدا من التعديلات الداخلية في مناطق الاستيطان والاراضي التي ممكن اخذها .

فهنا خلل منهجي علينا ان لا نعول على ان خارطة الطريق هي مقياس المعالجة، هذه الخارطة اوقفت القضية على راسها بدل ارجلها، بمعنى دخلت من مداخل امنية وانتهت بوضع الفلسطينيين في اختبار ان كانوا يستحقون دولة ام لا حسب سلوكهم وادائهم هذا المنطق غريب جدا .

الاساس، بعد فشل اللجنة الرباعية وخارطة الطريق، المدخل الصحيح الان هو ان الفلسطينيين غير جاهزين للعودة الان للمسلسل التفاوضي ، نحن جاهزون بالزام دولي لوقف الاستيطان وبعقد مؤتمر دولي جديد اساسه تطبيق قرارات الامم المتحدة الارض مقابل السلام، ليبدا التفاوض على هذا الاساس، يعني تغيير كل المنهج التفاوضي .

هناك اسلوب لوضع جدار بين المقاومة والمفاوضات لا توجد حركة مقاومة بالعالم لم تنتهي لمفاوضات ولا مفاوضات تنجح دون اسناد من المقاومة وفي الحالة الفلسطينية اذا تم الفصل بين الامرين ( التفاوض والمقاومة ) سنصل لكوارث .

فارس الصرفندي : اليوم يقول هناك تغير بتعيين جورج ميتشل ليكون منسقا للتسوية ، فالبعض يراهن على ذلك وان الادارة الجديدة جادة في حل القضية الفلسطينية وان الادارة الجديدة بدات مباشرة بالعمل في هذا الملف ؟

بسام الصالحي : لم يوجد في اميركا اسوأ من ادارة بوش والمحافظين الجدد، والتغير الذي حدث افضل بالتاكيد مما كان. انخراط الادارة الجديدة بالقضية الفلسطينية بشكل سريع ومباشر مختلف عن الادارة السابقة ولكن للان لم نلمس افعالا اميركية تجاه المشروع الفلسطيني، واخشى ان يتحول الحديث عن وقف الاستيطان الى المساومة على ذلك مع الحكومة الاسرائيلية، ويبدا الانزلاق في هذا الامر. ما يحسم الامر ان يكون هناك موقفا فلسطينيا وعربيا ودوليا واضح لرفض الاستيطان .

الادارة الاميركية الجديدة لها سياسة اقليمية في الشرق الاوسط وتهيء سياسة جديدة، اشارات تجاه ايران وسوريا وفلسطين، المشكلة فيها هل نحن كعرب وشرق اوسط وفلسطينيين هل نحن مهيؤون لاستقبالها بمطالب محددة تجعل امكانية للتفاوض حول الموضوع الفلسطين بل وعلى كل قضايا المنطقة ، واعتقد ان فتح صراع بين ايران والعالم العربي لن يفيد احدا من الطرفين، بل على العكس هو سلبي للغاية على كل المنطقة.

فارس الصرفندي : بصراحة هل رايت نقطة التقاء بين الجانبين ؟

بسام الصالحي : توجد نقاط التقاء والمفارقة هي اما ان تصل الامور الى نقاط لا يمكن حلها او تصل لحلها بساعات، لذلك هناك اختلاط لخلفية المشاكل الحقيقية بين الجانبين بين فتح وحماس اكثر من نقاط الاختلاف ذاته .
توصلنا لاتفاق اننا سنذهب لانتخابات نهاية هذا العام ونظام الانتخابات ممكن حله بسهولة لانه لدينا قانون مختلط ممكن اجراء الانتخابات عليه ولكن من الافضل للنظام السياسي بان يكون التزام بتمثيل نسبي كامل كما اجمع، على ذلك  كل القوى بما فيها الجهاد والقيادة العامة والصاعقة..الخ . اذن الانتخابات نقطة التقاء الان كيف نصل اليها ؟
اليات ممكن ان نتفق عليها الوصول لحكومة تؤدي بنا لتهيئة الاجواء للانتخابات ولكن حتى اذا ما لم نتوصل للحكومة والمشكلة ليس في برنامجها بل فيها هي وطبيعتها، ولكن اذا توصلنا الى حكومة تاخذنا للانتخابات اعتقد انه افضل انجاز ممكن تحقيقه الظرف الراهن .

31/3/2009