وباء الصهيونية اخطر من كل وباء - عاطف المغاوري

2020-05-14

وباء الصهيونية اخطر من كل وباء

* عاطف المغاوري

قبل ان يمضى شهر على احياء يوم الاسير الفلسطينى الذى يصادف  17ابريل/ نيسان، وفي ظل الفشل الذي اصاب سياسات الحصار الاقتصادي، والسطو الصهيوني على المستحقات المالية للدولة الفلسطينية التى تعاني من ويلات الاحتلال، والساعية بكل وسائل المقاومة للانعتاق والتحرر منه، وكان ذلك عقابا للدولة الفلسطينية لرفضها الاستسلام، والرضوخ للضغوط الصهيوامريكية بحرمان الاسرى، والشهداء، والجرحى من ابناء الشعب الفلسطينى وأسرهم من الرعاية المالية، وإصرارها على استمرار صرف تلك المستحقات.

 تلك الضغوط التى وصلت ممارساتها الى اعلى المستويات بأن يتبانها رئيس الادارة الامريكية، وفريقه من غلاة الصهيونية ضمن ما أعلنه عن الرؤية الصهيونية من البيت الابيض تحت مسمى رؤية الادارة الامريكية (صفقة القرن) حيث تضمنت طلبا صريحا بوقف صرف المستحقات المالية للأسرى والشهداء والجرحى باعتبارها على حد تصورهم المريض انها دعما للإرهاب.

وأمام هذا الفشل لمخططات، وسياسات دولة الاحتلال لكسر ارادة الشعب الفلسطينى، وقيادته، وحركته الاسيرة، اطلت علينا اليوم دولة الاحتلال بوجهها القبيح والذى يزداد قبحا كل يوم بإجراءات عقابية انتقامية تجاه الشعب الفلسطينى فى سجون الاحتلال، والسعى لدق أسفين بين ابناء الشعب الفلسطينى،ومؤسساته المالية (المصارف، والبنوك) حيث قامت سلطات الاحتلال بإجبار البنوك فى الاراضى الفلسطينية المحتلة على اغلاق حسابات عائلات الاسرى الفلسطنيين فى سجون الاحتلال بدامن يوم الاحد10/5/2020مما دفع بعض ابناء الشعب الفلسطينى من ذوى الاسرى وعائلاتهم الى التظاهر أمام فروع بعض البنوك وأضرموا النيران خارجها فور سماعهم انباء حول اللوائح الجديدة، وحول هذا الموضوع صرح قدورة فارس رئيس نادى الاسير الفلسطينى (ان اقرباء الاسرى الحاليين والسابقين اخبروه بأنهم اجبروا على اغلاق حساباتهم بسبب قانون اسرائيلى جديد يعاقب البنوك اذا ساعدت فى وصول المدفوعات الى هؤلاء)، وكما صرح مدير مصرفى ان الهيئة العسكرية الاسرائيلية التى تشرف على الشئون المدنية فى الاراضى الفلسطينية المحتلة،وحذرت البنوك من تلك الخطوة قائلة (ان القانون الجديد سيدخل حيز التنفيذ الاحد10/5/2020.

وفى مواجهة اجراء سلطة الاحتلال العنصري الصهيوني لقمع، والانتقام من الاسرى فى سجونه، وعقاب ذويهم كما اعتاد، ودشن منذ ان كان عصابات ارهابية على العقاب الجماعى من الهدم، والقتل، والاعتقال، والإبعاد اصدرت الحركة الاسيرة بيانها الذى خاطب جماهير الشعب الفلسطيني الصامد ،الصابر بعنوان يا جماهير شعبنا البطل (نحن ابنائكم فى سجون الاحتلال الذين نتجرع من كأس الألم،والمعاناة اليومية من خلال الاجراءات القمعية التى يمارسها الاحتلال فى سجون القهر لأننا مازلنا متمسكين بأنتمائنا لقضيتنا، وارضنا، ولشعبنا، ولن تقهر إرادتنا ولن نتراجع قيد انملة عن الدرب الذى سلكناه بقناعة مطلقة، ودرب الشهداء الاكرم منا جميعا، ودرب الشرفاء والأحرار من شعبنا وأمتنا).

وفي الوقت الذى يأتى فيه هذا الاجراء الاجرامي العنصري قبل ذكرى النكبة بخمس أيام، تلك الذكرى التى تحمل من الام والمعاناة، والتى أسست لـ(72) عاما من اللجؤ والشتات، والقتل والإجرام الصهيوني والاستيلاء على حقوق الشعب الفلسطيني بالمقولة الضالة والمضللة (شعب بلا ارض لأرض بلا شعب)، وبما يذكر ابناء الامة العربية، ومنظماتها الرسمية، والشعبية  بالجريمة التى ارتكبت فى حق الشعب الفلسطيني والذى مازال صامدا مناضلا، ومقدما لكل غال ونفيس من اجل هزيمة الاحتلال، والانتصار عليه بمزيد من الصمود، والحيلولة دون الانكسار، والانهزام امام جبروت سلطة الاحتلال والقوى الداعمة لها، وآخرها تصريحات وزير خارجية الادارة الامريكية (بأن قرار ضم الاراضى قرارا اسرائيليا)؟!!!! وأيضا إصرار المستوطن الصهيوني فريدمان الملقب بسفير لدولة عظمى حاضنة لمقر المنظمة الدولية المسئولة عن حماية الامن والسلم الدوليين، وإقرار العدل بين شعوب العالم، وفى ذات الوقت هى الدولة الراعية للمشروع الصهيونى برؤية عنصرية قائمة على التمايز العرقى الكاذب حيث اكد مؤخرا (ان اسرائيل لن تتنازل عن الخليل مثلما لن تتنازل امريكا عن تمثال الحرية) وهو بذلك يؤكد كل يوم عن الذي قبله، كما انه لا يضيع فرصة إلا ويكشف عن وجهه الصهيوني القبيح، وهو ايضا الذى لم يراعي أدنى متطالبات اللياقة، والدبلوماسية، وواجبات سفراء الدول، ومدى احترامهم للقانون الدولي.. اذ أصبح متورط فى جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين، ومدى استخفافه بالقانون الدولى والشرعية الدولية وقراراته، وماذا تمثل هذه المواقف امام تصريح رئيسهم الذى يمثل الدولة العظمى (الولايات المتحدة الامريكية) حيث سبق له ان اعلن انه سيرشح نفسه فى اسرائيل (دولة الاحتلال) تعبيرا عن عشقه وانحيازه الاعمى للرؤية الصهيونية العنصرية، وبما لا يليق برئيس دولة عظمى!!!!

لذا وحتى لا يكون الامر ضجيجا بلا طحين كما اعتادت المواقف العربية،نرى ضرورة التحرك العربى على المستوى الاقليمى والدولي، وخاصة انه لم يمضى على اجتماع المجلس الوزارى الطارئ للجامعة العربية وبناء على طلب دولة فلسطين اياما!!!!!

أولا: مطالبة مجلس الامن الدولى بتولى مسئولياته بالدفاع عن ما تبقى من مصداقية الامم المتحدة فى حماية وتنفيذ القانون الدولى،والسهر عى حماية السلم والأمن الدوليين.

ثانيا: مطالبة المؤسسات والمنظمات الحقوقية فى العالم فى مقدمتها هيئة الصليب الاحمر،ومنظمة العفو الدولية،ومجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة بالتحرك من اجل انصاف اسرى الاحتلال من ابناء الشعب الفلسطينى،وشمولهم بأتفاقيات جنيف ذات الصلة، فى الوقت الذى تتزايد فيه مخاطر تفشى وباء كورونا الذى يهدد العالم حيث تتزايد مخاطر الوباء على الاسرى فى سجون الاحتلال حيث يعد الاهمال الصحى لهم شكلا من اشكال وأساليب الانتقام الصهيوني، ويعانون من الاحكام الطويلة، والأمراض المزمنة،وهم بذلك يعانون من الم القيد وألم البدن

ثالثا:مطالبة المؤسسات العربية المالية/ والمصرفية باتخاذ الاجراءات التى تتناسب والنظام المالى الدولى،وبمالها من قوة مالية لا يستهان بها لو احسن استخدامها!

وذلك بغرض حماية الشعب الفلسطينى، وأسراه من ظلم وجبروت الاحتلال، ووقف الابتزاز الصهيونى بما يمارسه من ضغوط على مؤسسات الدولة الفلسطينية التى تعانى من ويلات الاحتلال، مع اصدار قرار دولى وفقا للباب السابع بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى ومؤسسات دولته التى يتهددها الاحتلال بالقضاء عليها او العمل على شلها.

رابعا: توفير شبكة الامان المالى للشعب الفلسطينى وكافة مؤسساته من قبل جامعة الدول العربية ودولها.

خامسا: تحقيق الحلم الذى يراود الجماهير العربية على اتساع الوطن العربى باتخاذ الدول العربية التى وقعت اتفاقيات مع الكيان الصهيونى برهن الوفاء بتعهدات تلك الاتفاقيات بمدى تجاوب دولة الاحتلال من القانون الدولي، وقراراته التى تؤكد وتقر بحقوق الشعب الفلسطيني (أليس من عجب العجاب ان نرى جامعة الدول العربية تجمد عضوية سورية، وتقوم دولا عربية بقطع علاقاتها معها بذريعة ان نظامها يقتل شعبه، بل وترهن هذه الدول اعادة العلاقات بحل النزاع فى سورية!) ما تفسيره الآن للإجراءات الانتقامية التى تتخذها دولة الاحتلال تجاه الشعب الفلسطينى ليس اليوم بل منذ (72) عاما ومن تاريخ النكبة وحتى زوال الاحتلال، واستعادة الشعب الفلسطينى حقوقه

سادسا: مخاطبة المحكمة الجنائية بفتح التحقيق فى جرائم الحرب التى ارتكبتها قيادة سلطة الاحتلال الصهيونى، وذلك تفعيلا لما ورد فى بيان مجلس الجامعة الاخير وصفا لما تنوى اتخاذه سلطة الاحتلال من اجراءات ضم للأراضي الفلسطينية باعتبارها جريمة حرب، وهنا يحق لنا ان نتساءل هل ما سبق ليس بجريمة حرب؟ هل ما ارتكبته الحركة الصهيونية (عصابات/ دولة) وعلى مدى المأساة الفلسطينية ليست بجرائم حرب يستوجب الرد عليها؟ اليس هذا الوصف الذى تضمنه البيان يستوجب العقاب دوليا؟ والأولى من اصحاب الحق ومن اطلق هذا الوصف الذى نثنى عليه ولكن اذا كان نابعا عن قناعة وإيمان وليس كما يقولون فض مجالس، او تق حنك!!!!! رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني يتطلب محاسبة،ومعاقبة الجانى اذ لم ينصاع الى دعوة الحق والسلام، لا الاستسلام لشروطه، والتسليم بأكاذيبه، وأباطيله (ان من أمن العقاب أساء الادب) وهذا ما ينطبق على الكيان الصهيوني، اذ مزيد من الصمت العربى على جرائمه، وبحث البعض عن مبررات التواصل معه علنا او سرا، ومزيد من الانبطاحات المهينة المسماة زورا سلاما!!!!.

سابعا: المبادرة الى ضرورة وقف حالة التدهور والتداعى على المستوى الرسمى والشعبى والمتمثلة فى الممارسات والتعليقات التى لا تجنى الامة من وراءها إلا مزيد من المهانة حيث يلجأ البعض الى تبرير ما يسمى التطبيع مصحوبا بتقطيع ما تبقى بين الاشقاء،مع تلميع وجه الاحتلال وتبرئة عنصريته فى الوقت ذاته اهالة التراب على ما هو عربى، والحاقه بكل النقائص ،والسخائم،وفى القلب منها الشعب الفلسطينى،ولتبرير حالة العجز وعدم القدرة او الرغبة فى تقديم ما يرفع الظلم الواقع على الامة يتحول الجانى ،والغاصب،والمجرم الى حمل وديع،وبالمقابل يجعلون الضحية،والذى اغتصب حقه، وشرد،وترتكب فى حقه كل الجرائم هو الجانى و،وبذلك يجعلون من الشقيق عدوا زورا وبهتانا.

ثامنا: فلسطينيا اعادة اللحمة السياسية  بإنهاء الانقسام الذى طال عليه الزمن منذ الانقلاب على الشرعية النضالية الفلسطينية التى عمدت بالدم الفلسطينى على ايدى العصابات الصهيونية على مدى اكثر من قرن من الصمود والتضحية، وعلى ايدى عربية وللأسف كانت لا ترضى للشعب الفلسطينى ان يكون سيد قراره، وفي هذا الشأن نقول اذ لم يكن ما يخطط وأصبح معلوما للقاصى والدانى، ونافى لكل جهالة، وتشكيل حكومة اليمين واليمين المتطرف، وما يحيط بالشعب الفلسطينى من مخاطر من جراء وباء الصهيونية، ووباء كوفيد 19 المستجد (كورونا) والذى سوف يذهب كغيره من الاوبئة، ويبقى وباء الصهيونية الذى يتغذى على دماء الشعب الفلسطينى وحقوقه، ويزيد من نهمه، وشراهته وباء الانقسام، ألم يكفى (13) عاما انقساما من عمر الصراع مع العدو، ومن عمر عودة القيادة الى حضن شعبها لتقارع العدو على ارض الوطن تحت شعارها الخالد (ها هنا باقون) ولن نغادر، وكما قالت وأعلنت القيادة الفلسطينية بما يقطع الطريق على دعاة الانقسام، وأصحاب الخطاب المزايد (انه لا دولة بدون غزة، ولا دولة فى غزة).

عاشت فلسطين حرة عربية..المجد للشهداء.. الحرية للأسرى..والشفاء للجرحى.. والاحتلال لزوال# خطر وباء الصهيونية أخطر من كل وباء

* نائب رئيس حزب التجمع التقدمي الوحدوي _ المصري