وسط انشغال العالم بـ"كورونا".. تقرير: اتفاق أمريكي صهيوني وشيك حول خرائط الضم

2020-04-11

              وسط انشغال العالم بـ"كورونا".. 

تقرير: اتفاق أمريكي صهيوني وشيك حول خرائط الضم

قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، إنّ "مخططات الضم لم تعد تشكل عقبة في وجه فرص تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة، إذ تفيد أحدث المعلومات بشأن احتمال تشكيل حكومة اسرائيلية بأن حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، وحزب "كاحول لفان" بقيادة بيني غانتس، اتفقا على فرض السيادة الإسرائيلية على أراض فلسطينية في الصيف المقبل".

وأوضح المكتب الوطني، في تقريره الأسبوعي الصادر اليوم السبت، أنّ هذا "يزيل عقبة في طريق تشكيل الحكومة الاسرائيلية "، مبينًا أنّ "الاتفاق يقضي بفرض الضم الإسرائيلي على غور الاردن وشمال البحر الميت من خلال حوار مع الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي".

وتابع "يدور الحديث عن موعد 10 يوليو/تموز لإعلان الضم . وفي السياق حذرت جمعية "عيرعميم" الحقوقية الاسرائيلية من حكومة نتنياهو الخامسة الوشيكة كونها تستعد علانية لضم المستوطنات واأغوار الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة طبقا "لصفقة القرن"وبدعم من الرئيس الامريكي ترامب ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي تستغل ظلال عدوى الكورونا وتستعد لعملية ضم وسط عدم اكتراث محلي ودولي بهذه القضية السياسية بسبب الانشغال بالعدوى".

وفي هذا الإطار، ذكر التقرير أنّ رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو تعهّد في مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية دافيد الحياني، بإقرار السيادة الإسرائيلية على غور الأردن في الضفة الغربية وشمال البحر الميت ، ومن ثم ضم هذه المنطقة في غضون الشهور القليلة المقبلة. وتستغل حكومة الاحتلال الاسرائيلي عدوى وباء كورونا وتستعد لعملية ضم وسط عدم اكتراث محلي بهذه القضية السياسية بسبب الانشغال بالعدوى".

"في الوقت نفسه توشك واشنطن وتل أبيب حسب رونين بيرتس، مدير عام ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على الاتفاق بشكل نهائي على خريطة المناطق في الضفة الغربية التي سيتم ضمها إلى إسرائيل. حيث يواصل الفريق الأميركي الإسرائيلي الذي يقوده السفير الأميركي ديفيد فريدمان ووزير السياحة الإسرائيلي يريف ليفين العمل في هذه الأيام من أجل إنجاز الاتفاق.

ففي مقابلة أجرتها معه صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية أوضح بيرتس أن الفريقين يناقشان حالياً بعض الملاحظات والتعديلات التي ترى إسرائيل وجوب إدخالها على الخريطة الأصلية التي وردت في الخطة الأميركية المعروفة بـ"صفقة القرن"، والتي تضم المناطق التي يجوز لإسرائيل ضمها.وأوضح بيرتس، وهو أحد أعضاء الفريق الإسرائيلي، أن الحديث يدور عن تعديلات بسيطة تتعلق بمصير بعض الشوارع التي يسلكها المستوطنون داخل الضفة ، منبهاً إلى أن إسرائيل تصر على ضم الشارع الالتفافي الذي يستخدمه المستوطنون الذين يقطنون في المستوطنات التي تقع جنوب مدينة نابلس، والمعروف بـ"التفافي حوارة". ولفت إلى أن الفريق الإسرائيلي يقدم ملاحظاته على الخريطة الأميركية بعد التشاور مع رؤساء مجالس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، مشدداً على أن ديوان نتنياهو يعمل مع مجالس المستوطنات بشكل وثيق ودائم حتى في هذه الأيام"، بحسب تقرر المكتب الوطني.

واستنادًا إلى عمل الفريق الاميركي– "الاسرائيلي" هذا، تواصل دولة الاحتلال تنفيذ مخططاتها المتمثلة في البناء في المناطق الاستراتيجية داخل الضفة ، لا سيما مشروع "E1"، الذي يربط بين القدس ومستوطنة "معاليه أدوميم"، والذي سيؤدي إنجازه إلى فصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها. وقد أحدثت إسرائيل طفرة كبيرة في المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية خلال العامين والنصف الماضيين ، فقد تم خلال هذه الفترة الشروع في بناء 15 ألف وحدة سكنية ، إلى جانب صدور قرار ببناء 10 آلاف وحدة أخرى  تم إضفاء الشرعية على عدد كبير من البؤر الاستيطانية التي أقامها المستوطنون في الضفة الغربية من دون الحصول على إذن الحكومة والجيش، وأن المستوطنين الذين يعيشون في هذه النقاط باتوا يتمتعون بالمكانة ذاتها التي يتمتع بها أي إسرائيلي.

وفي الوقت الذي يواصل العالم انشغاله بالحرب على وباء كورونا وسط مخاوف من توسع انتشاره تواصل اسرائيل حربها على الفلسطينيين بالمزيد من النشاطات والمخططات الاستيطانية ، حيث تخطط الحكومة الاسرائيلية  للاستيلاء على مساحات واسعة  من الأراضي الفلسطينية شمال مدينة القدس وتعمل على توسيع المستوطنات الاسرائيلية القائمة في المنطقة وفرض وقائع جديدة يصعب تغييرها في المستقبل ، حيث قامت في بداية اذار 2020 بطرح مخطط بناء مستقبلي يهدف لتوسيع مستوطنة "كوخاف يعقوب" الواقعة شمال القدس وخارج حدود بلدية القدس الكبرى على مساحات واسعة من الاراضي وبناء نحو 3541 وحدة استيطانية جديدة على الاراضي المحيطة بالمستوطنة والتي تعود لبلدات وقرى كفر عقب برقة ومخماس في خطوة من شانها تقويض التواصل الجغرافي لهذه التجمعات الفلسطينية.

وبحسب الخرائط الاسرائيلية فإن المساحة المخصصة للبناء الاستيطاني الجديد تتجاوز 1591 دونما في احواض رقم 3،5 من بلدة كفر عقب غربي المستوطنة والحوض رقم 10 في قرية برقة شمال المستوطنة والاحواض 17و14 من اراضي قرية مخماس شرق المستوطنة ، بهدف  تطوير المستوطنة لاستيعاب مخططاتها العمرانية التوسعية حتى عام 2040. ويشمل المخطط انشاء نظام للطرق والنقل داخل المستوطنة. وكانت سلطات الاحتلال قد بدأت بهذا المخطط عام 2017 ليشكل حلقة وصل بين مستوطنات القدس وشمال الضفة. وتشكل مستوطنة كوخاف يعقوب مع المستوطنات القريبة المحيطة ( أدم، جيفع بنيامين، وشعار بنيامين، ومعايه ادوميم ومخماس وبساغوت وبيت ايل " تجمعا استيطانيا كبيرا تعتمده حكومة اسرائيل كحلقة وصل بين التجمعات الاستيطانية التي تحيط بالقدس وتلك التي أقامتها الى الشمال في الضفة الغربية .

وفي تصعيد خطير وخلال التزام المواطنين الفلسطينيين بالحجر المنزلي منذ اعلان حالة الطوارئ وسع جيش الاحتلال ومستوطنوه هجومهم على الأهالي في المدن والقرى الفلسطينية حيث شهدت عدة مناطق في الضفة الغربية بما فيها القدس مواجهات متكررة مع قوات الاحتلال والمستوطنين خلال تصدي المواطنين لمحاولات مصادرة أراضيهم لتوسيع المشروع الاستيطاني، وتواصل قوات الاحتلال اقتحام المدن الفلسطينية، والاعتداء على السكان المدنيين ، وسط تجاهل كامل لمخاطر نشر العدوى بفيروس كورونا. وقد حذرت منظمات حقوقية دولية وفلسطينية واسرائيلية من تفاقم وارتفاع حدة وحجم الاعتداءات التي يشنها المستوطنون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم.