من ايبولا الى كورونا / التضامن الاممي مجسدا في رسالتين - كتب/ رشيد غويلب

2020-04-01

من ايبولا الى كورونا / التضامن الاممي مجسدا في رسالتين

كتب/ رشيد غويلب

في 17 تشرين الأول 2014، حين كان وباء ايبولا يشكل تهديدا للعالم، عرض زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو التعاون مع بلدان العالم كافة، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، لمكافحة ذلك الوباء. وكان مما جاء في عرضه:

لم يتردد بلدنا دقيقة واحدة في الاستجابة لطلب المنظمات الدولية المساعدة في مكافحة الوباء الوحشي المستفحل في غرب أفريقيا. وذلك بالضبط ما تفعله بلادنا دومًا، ودون استثناء احد. وقد اصدرت الحكومة التعليمات السريعة لحشد وتعزيز الملاكات الطبية، التي تقدم الخدمات في تلك الرقعة من القارة الأفريقية. وتمت بسرعة ايضا تلبية طلب الأمم المتحدة، وهذا ديدننا في التعامل مع من يطلبون التعاون.

ان كل انسان مدرك يعرف جيدا أن القرارات السياسية، والمخاطر التي تواجه العاملين المتخصصين والمؤهلين تأهيلاً عالياً ، تعني درجة عالية من المسؤولية لمن يطالبون بتنفيذ هذه المهمة الخطيرة. فهذا القرار أصعب من إرسال الجنود الى القتال، وحتى الى الموت من أجل قضية سياسية عادلة.

ان الطواقم الطبية التي ترسل في أي وقت لإنقاذ الأرواح ، تواجه خطر فقدان الحياة، وهذا أفضل تعبير عن التضامن الذي يمكن أن يقدمه الناس ، خاصة إذا كانوا غير مدفوعين بمصالح مادية. وإن البلاد التي خاضت لسنوات طويلة نضالا بطوليا، تفهم جيداً ما يجري التعبير عنه هنا.

ونحن جميعًا ندرك أن تنفيذ هذه المهمة بأفضل إعداد وكفاءة ممكنين، سيحمي أيضًا شعبنا والشعوب الشقيقة في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي. وهو يخدم منع انتشار مرض إيبولا بعد ظهوره للأسف في الولايات المتحدة، وامكانية انتشاره هناك، وهو بلد فيه الكثير من العلاقات لمواطنيه على الصعيد الشخصي، وعلى صعيد العلاقات الثنائية مع انحاء العالم. وسنكون سعداء للتعاون مع الشغيلة الأمريكيين في تنفيذ هذه المهمة. ونحن لا نفعل ذلك من اجل مجرد الوصول الى سلام بين البلدين المتعاديين منذ سنوات طويلة، بل واكثر من هذا بكثير، من أجل السلام العالمي ، الهدف الذي من الواجب والممكن السعي اليه. ولقد دقت ساعة العمل.

من جانب آخر وفي23 آذار 2020 ارسل الزعيم اليساري ورئيس جمهورية البرازيل الأسبق لويس إيناسيو لولادا سيلفا، رسالة الى الرئيس الكوبي الحالي ميغيل قال فيها:

أكتب إليكم لأعبر عما شعرت به عندما رأيت الأطباء الكوبيين أخيرا يساعدون ضحايا وباء كورونا في إيطاليا.

فمرة أخرى تقدم الحكومة والشعب الكوبيان للعالم مثالاً للتضامن، وتتجاوزان جميع العقبات سواء كانت اقتصادية او جغرافية أو سياسية. وفي لحظات الأزمات نتعرف على العظماء حقًا، ففي مثل هذه الساعات يقف شعب جزيرة كوبا كعملاق أمام العالم. ولقد شهدت اجزاء من كوكبنا سابقا، تضامن كوبا النشيط النضالي والثوري، فيما كانت ترد بفخر وسيادة على أولئك الذين يحاولون فرض الحصار الاقتصادي والعزلة السياسية عليها.

سيظل الشعب البرازيلي ممتنًا إلى الأبد للاتفاق على برنامج "المزيد من الأطباء" ( في اطار هذا البرنامج أرسلت كوبا آلاف الأطباء إلى المناطق النائية في البرازيل منذ عام 2013) ذلك التعاون الذي أنقذ أرواحًا لا حصر لها، وعلّم العاملين في القطاع الصحي البرازيلي الكثير.

ولقد ألغي هذا التعاون مع شعبنا بوحشية من قبل حكومة رثة، أعمتها أيديولوجية انانية ولاإنسانية (في اشارة الى حكومة البرازيل الحالية).

في لحظات أزمة فيروس كورونا، التي يعاني منها شعبنا اليوم بشكل استثنائي، يدرك الجميع الفراغ الذي تركه الأطباء الكوبيون.

ارجو منكم ايها الرفيق العزيز أن تنقلوا احترام الشعب البرازيلي وإعجابه وامتنانه للكوبيين ، خاصة منهم العلماء والعاملين في القطاع الصحي، الذين يخوضون هذه المعركة الصعبة للحفاظ على الحياة في جميع أنحاء العالم.

سنبقى متحدين حتى النصر!