توفيق زياد: آمن بما قال وحوله إلى قوة نضال وتعبئة بشكل مبدعٍ بارع" - إسكندر عمل

2019-06-30

توفيق زياد: آمن بما قال وحوله إلى قوة نضال وتعبئة بشكل مبدعٍ بارع"

إسكندر عمل

في الذكرى الخامسة والعشرين للرحيل المأساوي للقائد الفارس توفيق زياد: آمن بما قال وحوله إلى قوة نضال وتعبئة بشكل مبدعٍ بارع.

القائد، مواقف وممارسة

القائد لا يهادن ولا يحيد

القائد من يكسب ثقة الجماهير

لعظمة أعماله لا لكثرة أقواله

توفيق زياد القائد مصقول من قيم "ورموز نضال ومواقف تاريخية عزة وكرامة شخصية وقومية وطبقية، إنسان حقيقي آمن بما قال وحوله إلى قوة نضال وتعبئة بشكل مبدعٍ بارع!!!".

هذا بعض مما قيل فيه، وكسب ثقة الجماهير لأنّه اختصر المسافة بين القائد وبين الناس.

قبل خمسة وعشرين عامًا، في الخامس من تموز رحل عنا القائد الشيوعي الفذ توفيق زياد رحيلًا مفاجئًا ومأساويًا فقد كان في طريقه من غزة بعد تهنئته للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بمناسبة عودته إلى أرض الوطن، ورحل عنا جسدًا نتيجة حادث سير مروع أودى بحياته.

القائد مواقف وممارسات ولَم تكن حياة توفيق زياد إِلَّا كذلك، ولم يكتسب شعبيته إِلَّا لأنه رجل المواقف والممارسات المشرفة لبلده وشعبه وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى ولا تبدأ بعد تبوئه منصبي عضو الكنيست 1973 ورئيس بلدية الناصرة عام 1976 بعد النصر الرائع الذي حققته جبهة الناصرة الديمقراطية، بل تعود إلى سنوات طويلة من النضال قبل ذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر قيادته لإضراب العاطلين عن العمل عام 1951، وسجنه في طبريا وصلبه وتعذيبه وإطفاء السجائر في جسمه عام 1954، بعد خطابه الذي الهب الجماهير في عرابة، حيث اعتبر الحكم العسكري أنّ ذلك تحدٍ له.

لكنّ تحدي توفيق لممارسات المعذبين الهمجية بصقة في وجه أحدهم. وقد دفع زياد الثمن محاكمات وسجن ولكنه كان المنتصر في كل الساحات.

في العام 1954 انتخب لعضوية بلدية الناصرة عن القائمة الشيوعية وغير الحزبيين، التي فازت بستة مقاعد، ومن  مواقفه الجريئة انه في جلسة المجلس البلدي عارض حضور مدير شرطة الناصرة الجلسة وأصر على ذلك مما أرغم مدير الشرطة على مغادرة الجلسة، وإن دل هذا علىشيئ يدل على موقفه المبدئي والشجاع في فترة الحكم العسكري الذي لم يجرؤ الكثيرون فيها النظر إلى شرطي عادي. وكان تعامل الشرطة مع المواطنين العرب متعاليًا عنجهيًا ومستهترًا.

وفِي مطلع العام 1955 أصر على إلغاء جلسة المجلس البلدي لأنّ الدعوة للجلسة لم تصله في الموعد حسب القانون.

صدق توفيق زياد حين قال عن نكسة 1967:

"لا تقولوا لي انتصرنا

أنّ هذا النصر شر من هزيمة

"أيُّ أم أورثتكم يا ترى نصف القنال ؟

أيُّ أمٍ أورثتكم ضفة الأردن،

سيناء .. وهاتيك الجبال؟

إن من يسلب حقًا بالقتال

كيف يحمي حقه يومًا، إذا الميزان مال..

وعلم جيدًا أنّ الجيوش التي هزمت في المعركة عام 1967 ستنتصر في المعارك المقبلة من هذه الحرب المستمرةكان توفيق زياد رأس حربة في التصدي لليمين الفاشي والعنصري في عمله البرلماني،كذلك قارع حزب العمل وأحزاب اليسار الصهيوني في كثير من القضايا منها على سبيل المثال  وقوف مل الأحزاب التي تدعي اليسارية في خندق واحد في العدوان الإسرائيلي على لبنان.

إضافة  إلى اهتمامه بشكل خاص بقضايا الجماهير العربية كقضايا السلطات المحلية العربية وقضايا الأرض والتعليم والمسكن. وكانت مواقفه الصلبة سببًا في شن حرب دموية عليه وقد تعرض إلى محاولات اغتيال نتيجة مواقفه الثابتة والمبدئية.

أمّا في مجال العمل البلدي فقد وصل ورؤساء السلطات المحلية العربية إلى قفزة نوعية في الميزانيات. وفِي فترة محاربة المؤسسات الحكومية لبلدية الناصرة الجبهوية، قامت البلدية بقيادة توفيق زياد باجتراح فكرة مخيمات العمل التطوعية التي تحولت إلى أعراس تخللتها إنجازات رائعة أصلحت بِعض ما عانت منه المدينة في فترات الإهمال المتلاحقة قبل وصول الجبهة إلى المجلس البلدي.

تحولت الناصرة إلى معقل وطني قادت ورعت معارك شعبنا كيوم صبرا وشاتيلا ويوم السلام والاحتجاج على مجزرتي ريشونلتسيون والخليل ويوم الأرض الأوَّل بمقولته الشَّهيرة وفي مواجهة زبانية الذين حاولوا الالتفاف على قرار الجماهير بالإضراب "الشَّعب قرَّر الإضراب" ونجح الضراب بجماهيريَّة واسعة ودفع شعبنا ثمن صموده في ذلك اليوم ستَّة شهداء ومئات الجرحى ومئات المفصولين من العمل انتقامًا منهم على مشاركتهم قرار الجماهير بالاضراب، وتحولت الناصرة إلى عاصمة الجماهير العربية.

خسارة القائد توفيق زياد خسارة كبيرة، نفتقده اليوم قائدًا ومناضلًا وإنسانًا.