العوض: الصراع يحدث الآن على كل متر في الضفة الغربية وليس في مكان اخر فعلينا مواجه هذه المعركة بحكمة وليس بمراهقة ونزق سياسي

2019-06-29

العوض: الصراع يحدث الآن على كل متر في الضفة الغربية وليس في مكان اخر فعلينا مواجه هذه المعركة بحكمة وليس بمراهقة ونزق سياسي

عزة: قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب ان ورشة البحرين ولدت ميتة ومصيرها مثل ورشة آب من العام الماضي وكمؤتمر وارسو، فكل هذه المحاولات من الولايات المتحدة لتحريك "صفقة القرن" للأمام، بائت بالفشل نتيجة الموقف الفلسطيني المبكر الذي عبر عنه الرئيس أبو مازن أواخر عام 2017، وبالتالي ملامح الموقف الفلسطيني بدأت منذ ان ظهرت مؤشرات هذه الصفقة على لسان الإدارة الامريكية وما رأيناه من هذه الصفقة كان كافيا ان تأخذ القيادة الفلسطينية موقفا رافضا لهذه الصفقة.

وأضاف العوض في لقاء أجرته معه "قناة فلسطين الفضائية"، أمس الجمعة، إن كل محاولات الإدارة الامريكية لإنجاحها ستبوء بالفشل وعقد ورشة البحرين بهذا المستوى المتدني يبين المراهقة السياسية للذين شاركوا بهذه الصفقة فأبجديات العمل السياسي تقول انه لا يمكن ان يتم تنمية في ظل الاحتلال والشعب الفلسطيني اثبت على مدار التاريخ انه لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يقبل بأي أموال على حساب حقوقه الوطنية المشروعة.

وتابع يقول: حاولوا خلال فترة معينة ان يذهبوا باتجاه التنمية والاهتمام بالجانب الاقتصادي خلال عصر بعض الحكومات قبل 7 او 8 سنوات لكن ثبت بالملموس ان الاحتلال هو العائق امام هذه التنمية وبالتالي كل المليارات التي ترصد من الولايات المتحدة وغيرها تحت شعار السلام من اجل الازدهار مع وجود الاحتلال لا يمكن ان تتقدم مطلقا.

وأوضح العوض ان الأساس في حل الموضوع الفلسطيني، هو حل سياسي يقوم على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تقول بوضوح حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحل موضوع اللاجئين طبقا للقرار 194 هذه القرارات التي شكلت روح المبادرة العربية الان الولايات المتحدة تريد ان تقفز فوق قرارات الشرعية الدولية وتريد ان تلتف على المبادرة العربية وللأسف في البلدان العربية ذاتها واتفق على ادانة هذا الدور الذي قامت به البحرين مع توجيه التحية لكل الشعوب العربية التي خرجت بالأمس وأول امس لتقول ان فلسطين هي الأساس وبالتالي أي ذهاب من قبل الحكام باتجاه التعاطي مع الصفقة الامريكية لن يمر، وسواء ابقى كوشنير الباب مفتوحا او اغلقه فهذا لا يعنينا فبالنسبة لنا كما قال الرئيس أبو مازن الباب مغلق امام أي دور امريكي في عملية السلام المطلوب من الامريكان ان يعلنوا عن تراجعهم عن كل ما أعلنوه فيما يتعلق بالقدس وفي موضوع اللاجئين وفي موضوع المستوطنات والمواضيع التي تكرس الاحتلال وتثبت ان هذه الدارة هي إدارة صهيونية بامتياز.

وأضاف العوض أن محاولات الادارة الامريكية ستزداد وتتسارع خلال الشهور الخمسة القادمة قبل ان تتجه الولايات المتحدة للانتخابات الجديدة لذلك نحن امام فشل امريكي متزايد لهذه الصفقة سيطبح بالرئيس الأمريكي ترمب وهذه الصفقة ستطويها اقدام الشعب الفلسطيني كما اسقطت مئات المشاريع التي حاولت ان تصفي القضية الفلسطينية لكن القضية الفلسطينية بقيت صامدة تقض مضاجع الأعداء وتطرق أبواب كل اللذين ينشدون العدل والحرية في العالم.

وأردف قائلاً: كوشنير ركز على مسألة في غاية الأهمية فهو تجاوز مسألة الوحدة الجغرافية لأراضي الدولة الفلسطينية في كل حديثه كان يتحدث عن قطاع غزة بشكل منفصل وعن الضفة الغربية بشكل منفصل والقدس اسقطها من حساباته وبالتالي الرؤية الامريكية الاقتصادية والسياسية تنطلق من ان الأراضي الفلسطينية ليست أراضي محتلة وهي ليست أراضي الدولة الفلسطينية الموحدة اما النقطة الثانية في حديث كوشنير قوله ان أي حل سياسي قادم سيكون للموائمة ما بين المبادرة العربية والموقف الإسرائيلي وجميعنا يعلم ان المبادرة العربية هي الحد الأدنى الذي ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية أي هبوط عن المبادرة العربية سيفقدها وسيفقد قرارات الشرعية الدولية من مضمونها وبالتالي استبدال قرارات الشرعية الدولية بالرؤية السياسية الامريكية والإسرائيلية للحل. وتابع الان ورشة واشنطن خلف الظهر ومؤتمر وارسو خلف الظهر وكذلك ورشة المنامة المهم الان ماذا بعد كيف يمكن ان نتصدى وان نحول هذا التحدي الخطير الى فرصة لمواجهة ما هو أخطر 
وحول الانقسام المستمر منذ 13 عام قال العوض ان الانقسام هو احد الثغرات في الجسم الفلسطيني الذي راهنت عليه الولايات المتحدة ودولة الاحتلال وبعض الدول التي تقوم بدور العراب في المنطقة بان يمر من خلاله مشروع صفقة القرن عبر مسار الحل الاقتصادي والتفاهمات ذات الطابع الإنساني.

وتابع محذراً: كما نرفض مسار ورشة البحرين الأمريكي الذي يقوم على السلام من اجل الازدهار أيضا اكرر تحذير بان التفاهمات التي ابرمت في قطاع غزة تسير في ذات المسار ولذلك نرفض مسار تغليب الحل الاقتصادي على حساب الحل السياسي بغض النظر من يكون العراب لهذا الدور لذلك ادعو لإعادة النظر فيما يسمى بالتفاهمات التي ابرمت في قطاع غزة لان الذي يدفع 40 مليون بعد فترة ممكن ان يدفع 200 مليون وتصبح سائرا في هذا السياق

أما بالنسبة لإنهاء الانقسام، قال العوض: لم يكن ممكنا لأي فصيل مهما بلغت قوته وجبروته إلا ان يأخذ الموقف الذي اخذه الرئيس أبو مازن أواخر عام 2017 فيما يتعلق بمواجهة صفقة القرن وان تأخرت بعض القوى في اتخاذ هذا الموقف وكانت مترددة وتنتظر نتيجة الصراع. وتابع مضيفاً انا سعيد جدا بان القوى التحقت بعد سنة بموقف منظمة التحرير الفلسطينية الذي جرى التعبير عنه في المجلس الوطني والمجالس المركزية برفض صفقة القرن الان يجب ان نتجاوز مسالة الرفض الإعلامي والمسيرات التي عبر الشعب الفلسطيني من خلالها بشكل جلي على وقوفه وقفة رجل واحد ضد هذا المسار من هذه الحلول فلم يعد مطلوبا الاستمرار في هذه الدائرة مطلوب مغادرة هذه الدائرة والاعتراف بمسألتين من الاخوة في حركتي حماس والجهاد الإسلامي وغيرهم أولا التأكيد على ان التمثيل السياسي الفلسطيني موحد وتمثله منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبالتالي هذا يقطع المراهنات امام أي دولة كانت او أي عراب كان تفتح شهيته مسألة التمثيل الفلسطيني ثانيا مطلوب الذهاب للتعامل مع الحكومة الفلسطينية الواحدة التي تقول ان هناك حكومة فلسطينية واحدة ومستقبل واحد للأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال والمجسدة بدولة فلسطينية هاتين الخطوتين مطلوبتين من حركة حماس أولا ومن ثم الذهاب لتنفيذ والاتفاق على كل القضايا الخلافية ذات الطابع الإداري وأعتقد ان اتفاق 2017 بين فتح وحماس والذي صادقت عليه كل الفصائل في 22 نوفمبر 2017 هو المدخل الذي لا بد منه باتجاه تنفيذ اتفاق المصالحة الموقع في أيار عام 2011

وأكد انه دون القيام بذلك فأن كل المواقف التي تعلن هي اما مراعاة للمزاج الشعبي الذي يرفض هذه الصفقة ويرفض الانقسام او محاولة انتظار لتغيير موازين قوى معينة لذلك يمكن القول ان الملامح التي جرى الحديث عنها قبل أسبوع ان هناك أفكار مصرية يجري بلورتها في اطار تنفيذ اتفاقات المصالحة يجب ان يتم التعامل معها إيجابيا ومن هنا انصح بان تكون صناعة انهاء الانقسام فلسطينية اذا كان هذا الانقسام افتعل بمخطط إقليمي ودولي فإنهائه يجب ان يكون فلسطيني وبدون ذلك كل الدول الإقليمية تدير هذه الازمة بانتظار فرصة جديدة لأنها تعفي نفسها من مهمة الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني.

وعن المستقبل الاقتصادي، قال العوض: إذا تم جلاء الاحتلال واخذ الشعب الفلسطيني حقه بإقامة دولته المستقلة سيكون هناك ازدهار لان ما يستغله الاحتلال بالضفة الغربية تقريبا من 6 – 8 مليار دولار سنويا.

وحول تفاهمات غزة قال: إسرائيل تراجعت عن تفاهمات غزة في سياق الابتزاز وهذا الابتزاز ممكن ان يؤدي الى مسار اخر إذا قبل أحد بمسار الحل الاقتصادي فممكن ان تقوم إسرائيل وغيرها برفع سقف المبلغ الذي يتم دفعه حاليا.

وأضاف العوض: أن الموقف الروسي والموقف الصيني واروبا وكل المواقف الدولية المتوازنة تدرك خطورة ما يفكر به ترمب سواء في صفقة القرن او ورشة البحرين ولذلك لم يكن صائبا عدم صدور بيان موسكو عندما اجتمعت القوى الفلسطينية هناك لان روسيا كانت تريد ان يكون هناك موقف فلسطيني موحد وبالتالي أخطأت الفصائل الفلسطينية التي لم توقع على بيان موسكو.

وأوضح يقول: نحن امام تحديات كبيرة على المستوى الفلسطيني فعلى المستوى الداخلي مطلوب تعزيز دور منظمة التحرير وتعزيز الشراكة فيها والذهاب لعقد المجلس المركزي في أقرب وقت والذهاب لتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي ذات العلاقة بالاعتراف بدولة الاحتلال والعلاقة مع الولايات المتحدة وترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني مما يعزز الشراكة السياسية وعلى المستوى الشعبي مطلوب تعزيز صمود الناس أكثر والبناء على الحالة الشعبية الموحدة التي تجلت خلال اليومين الماضيين.

وطالب العوض بعقد ورشة عمل فلسطينية داخلية للتصدي لورشة البحرين ولصفقة القرن ولنتمكن من مواجهة التحديات والمخاطر الكبيرة وأضاف أن الاستراتيجية الفلسطينية صاغها المجلسين الوطني والمركزي والمطلوب من القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن الذهاب لفتح ورشة عمل جادة وحقيقة لتنفيذ كل ما اتفق عليه فلسطينيا لتصليب البيت الفلسطيني الداخلي وتعزيزه.

وعن دور إسرائيل في تعزيز الانقسام، قال ان الموقف الذي أعلنه شيمون بيرس بعد الانقسام والذي أكده نتانياهو ويؤكده الأعداء يوميا يجب ان يكون محفزا للقوى الفلسطينية التي تعتبر نفسها في مواجهة المشروع الصهيوني لمغادرة مربع الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

وحول للدعوات المتكررة لحضور الرئيس أبو مازن لزيارة غزة، قال: الرئيس أبو مازن مطلوب يكون في الضفة لان المعركة الحقيقية هناك ومطلوب من الجميع في غزة ان يكون تحت اطار القيادة الفلسطينية فغير مطلوب من القيادة الفلسطينية مغادرة الضفة لان التحدي الحقيقي هناك على كل حاجز وعلى باب كل مستوطنة وعلى أبواب القدس والتحدي الاخر ان كل القوى في قطاع غزة وخاصة حركة حماس عليها ان تقول اننا جميعا في اطار وحدة فلسطينية شاملة وجميعنا تحت اطار الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهذه البوصلة التي أشار اليها وأكد عليه الرئيس الراحل أبو عمار عندما قالوا له اخرج من الضفة الغربية لكنه اصر ان يبقى في الضفة وان يستشهد لان المعركة هناك لا اريد القول ان هناك مراهقة سياسية لكل من يقول فليأت الرئيس أبو مازن الى غزة ما هو مطلوب ان يكون الجميع تحت اطار المنظمة وبالمقابل على المنظمة ان تحتضن الجميع.

وختم العوض حديثه قائلاً: إن جوهر خطة غرينبلات وخطة ايغورا ايلاند ان تكون غزة هي الدولة الفلسطينية وبالتالي تتحول الضفة الى معازل نحن نريد الضفة قبل غزة ونريد القدس قبل أي شيء وبالتالي علينا ان نواجه هذه المعركة بحكمة وليس بمراهقة ونزق سياسي لان الصراع يحدث الان على كل متر في الضفة الغربية وليس في مكان اخر