انتباهة هامة.. - نافذ غنيم

2019-06-13

انتباهة هامة..

نافذ غنيم

للاسف في الكثير من الاحيان تتحول صفحات الفيس بوك لاداة تعكس خللا كبيرا وخطيرا، واحيانا تكشف عن الكثير من الامراض الاجتماعية والنفسية والسلوكية، واخطر ما في الامر عندما تتحكم احيانا في ارادة ووتوجهات المجموع ثقافة "الانسياق الجماعي دون وعي" .

احدهم يرمي معلومة او خبر مفبرك بقصد او بغير قصد، او قد تكون موجهة لتحقيق هدف معين، فسرعان ما ينجذب اليها العامة ليرددوها، تتدحرج ككرة الثلج، تكبر وتكبر، خاصة ان جاءت في اطار التشويه والقذف والاساءة،وقد يكون الدافع الغضب او عدم الثقة او الشماتة او المناكفة السياسية والاجتماعية. وسبق ان نشرت تقارير توضح كيف تستفيد اجهزة امن الاحتلال الاسرائيلي من ذلك، بل وتوجهه بما يخدم اهدافها القذرة.  

هذا لا يعني السكوت عن اي مظاهر من مظاهر الخلل او الفساد.. وانما في اي سياق يتم ذلك، وهل ما يتم نشره او ترويجه حقيقي ويستند الى ما هو موثق او الى قرار او حكم جهات قانونية او قضائية تكون قد فصلت في ذلك؟؟ علما بان ابسط ماهر في علم الكمبيوتر يستطيع تزوير ادق واخطر الوثائق التي تنطلي على العامة ليصدقوها ويروجوها كل حسب ميوله وتفاعله النفسي اخطر ما في الامر تحكم المزاج العام المنفلت في مصائر الناس وفي سمعتهم. فالملاحظ بأن قول الخير لا يتبعه العامة الا ما ندر، بينما قول الشر والاساءة يتبعه الكثيرين وينتشر صداه كالنار في الهشيم. 

برغم هذا الواقع المجتمعي المؤسف، يستوجب علينا افراد وجماعات.. مستويات شعبية ورسمية تجنب مواطن الشبهات، وعلاج الثغرات كافة التي يحاول استغلالها الاعداء والمغرضين، واتباع مزيدا من الوضوح والشفافية والمصداقية والعدالة مع محيطنا ومع افراد الشعب عامة، لاجل تعزيز الثقة المتبادلة.

في كل الاحوال علينا الانتباه لمثل هذه الممارسات التي تستهدفنا كمجتمع وكنظام سياسي وكافراد، لاسيما في حالة مجتمع يشهد تراجعا كبيرا في منظومة القيم والاخلاق، وفي ظل حملة مسعورة تسعى لاظهارنا بالمجتمع والنظام والبنية الفاسدة المهترئة والعاجزة، وهنا اتوجه بنداء للمثقفين كافة بان يشكلوا جذارا منيعا لمواجهة مثل هذه الظواهر الخطيرة وتوجيه العامة للسلوك الايجابي في التعامل مع الاحداث والمعلومات التي يجرى اشاعتها وتداولها،لا ان يكونوا جزء من هذه الحالة او ينساقوا خلفها دون تدقيق او محددات وضوابط تتحكم في افعالهم او ردود افعالهم، مع الانتباه ايضا الى ان مجاراة مثل ذلك دون وعي وتدقيق، وبالتالي الاساءة للاخرين بغير وجه حق هو ايضا فساد بل واكثر من ذلك.

ان من يكرس هذا السلوك والنهج قي السلوك والوعي المجتمعي العام، سيصطلي بناره في يوم من الايام بطريقة او باخرى.. فاحذروا ذلك.