ألف معتقل في السودان.. و"الشيوعي" يُؤكد: لن تُحَل الأزمة إلا بإسقاط النظام

2019-01-23

زعيم النظام يحرض على المتظاهرين: "قتلة ومندسين"

ألف معتقل في السودان.. و"الشيوعي" يُؤكد: لن تُحَل الأزمة إلا بإسقاط النظام

الخرطوم بيروت - تقرير خاص بـ حشف: أوردت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام السـودانية نبأ ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى جراء قمع أجهزة وقوات جيش النظان الدكتانوري السـوداني للمظاهرات التي تجتاح المدن والقرى السـودانية منذ 19 كانون أول/ ديسمبر 2018، فيما أكد الحزب الشيوعي السـوداني وسكرتيره الأول محمد مختار الطبيب في لقاء مع BBC، إن الأزمة في البلد شاملة ولن تحل إلا بإسقاط النظام الحالي نفسه.

وتفيد مصادر حكومية سودانية، بأن أعدد الشهداء وصلت إلى " 27 شهيدَا سقطوا جراء مصادمات مع الشرطة وقوات الجيش"، فيما قالت منظمة العفو الدولية بأن عدد "القتلى" بلغ 40 "قتيلاً"، في مواجهات مع قوات الجيش السـوداني.

وزارة الداخلية السـودانية تدّعي بأن أكثر من 100 جندي ورجل شرطة أصيبوا بجراح جراء الاعتداء عليهم، وتتهم أتباع اليسار وبشكل خاص الحزب الشيوعي السـوادني بـ"ارتكاب الاعتداءات والقيام بعمليات تخريب مقصودة" على حسب زعمها، وهذه ليست المرة الأولي التي تنحى باللائمة على المتظاهرين، فلقد اتهم رأس النظام عمر البشير في أحد خطاباته الأسبوع المنصرم المتظاهرين "بالخونة وبالمندسين" بقتل المتظاهرين في خطابه في ولاية النيل الأبيض.

الحزب الشيوعي: لن تحَل الأزمة إلا بإسقاط النظام

بدوره، قال زعيم الحزب الشيوعي السـوداني وسكرتيره الأول محمد مختار الخطيب في لقاء مع BBC، إن الأزمة في البلد شاملة ولن تحل إلا بإسقاط النظام الحالي نفسه، كما حمل الحكومة السـودانية المسؤولية عن قتل المتظاهرين، والمشاكل التي يواجها الشعب، كما أكد الحفاظ على سلمية المظاهرات وصولاً إلى عصيان مدني شامل حتى إسقاط النظام. ونوه الخطيب إلى أن عدد المعتقلين بلغ 1000 معتقل، طالب بإطلاق سراحهم.

تجمع المهنيين السـودانيين والذي يضم نقابات الأطباء والمحاميين والمهندسين،  وغيرهم من القطاعات النقابية، جدد الدعوة إلى مظاهرات في كافة أرجاء السودان الخميس المقبل.

وفي تطور لافت، توجه الرئيس السوداني عمر البشير إلى الدوحة في زيارة هي الأولي منذ اندلاع الاحتجاجات. علمًا بأن الدوحة هي الدولة العربية التي أعلنت رسمياً دعمها للحكومة السودانية.

  له من أعداء الأمة العربية من أمريكان وصهاينة وذيولهم في المنطقة.

اللقاء اليساري العربي يطالب بالإفراج عن المعتقلين ويدعو للتضامن

من جهته قال اللقاء اليساري العربي، إن "حملة الاعتقالات المسعورة التي ينفذها نظام عمر البشير في صفوف قيادات الحركة الاحتجاجية في السودان  مستمرة، وتتركز بشكل خاص ضد قيادات الحزب الشيوعي".

وأضاف اللقاء اليساري العربي في تصريحٍ له، أن "نظام البشير مستمر بالقمع الدموي المنظم للتظاهرات السلمية وملء السجون بالقيادات والمناضلين الذين يطالبون بإسقاط النظام الاستبدادي الذي أفقر الشعب وأدّت سياساته الاقتصادية إلى أزمة خانقة على كافة المستويات".

وطالت حملة الاعتقالات، حتى مساء الأحد الماضي، الرفيق علي سعيد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي وأحد مؤسسي اللقاء اليساري العربي، الذي اختطفته قوة أمنية بينما كان يغادر المركز الرئيسي للحزب في العاصمة السودانية الخرطوم.

ودعت اللقاء "أحزاب اللقاء اليساري العربي وكل الأحزاب والقوى التقدمية والديمقراطية في العالم، إلى أوسع تحرك من أجل تحرير الرفيق علي سعيد وكل معتقلي الرأي في السودان. وجدد الدعوة لتوسيع التضامن مع الشعب السوداني بهدف الخلاص من النظام الاستبدادي ومن أجل حق هذا الشعب في الحرية والحياة الكريمة والتقدم الاجتماعي."

وكانت انطلقت الاحتجاجات الشعبية في السودان، بتاريخ 19 ديسمبر 2018، وواجهتها قوات الأمن بالقمع العنيف، والذخيرة الحية وقنابل الغاز ما تسبب بمقتل العشرات وجرح المئات. ووفق منظمات حقوقية دولية أسفر القمع الدموي للتظاهرات الشعبية عن استشهاد 40 سودانياَ على الأقل.

وبدأ الحراك الشعبي الاحتجاجي بمطالب اقتصادية، رفضًا لغلاء المعيشة وارتفاع أسعار الخبز والوقود, وامتدّت لتشمل نحو 13 ولاية، لكن سرعان ما طغت المطالب السياسية ونادى المتظاهرون بإسقاط الرئيس البشير.

وسبق أن خرج السوادنيون بتظاهرات، في العاميْن 2011 و2013، لأسبابٍ سياسية واقتصادية، لا تزال قائمة، في مقدّمتها انتهاكات حقوق الإنسان والفساد المُستشري في أوساط حزب المؤتمر الوطني، الذي يحكم البلاد منذ 30 عامًا. إلى جانب أحداث متعددة في مختلف الأقاليم، منها انفصال جنوب السودان وأحداث دارفور.

أما الأسباب الاقتصادية فهي ارتفاع نسبة البطالة بما يزيد عن 40% إلى جانب رفع الدعم عن المحروقات والخبز وغيرها من السلع الرئيسية، والنقص الحاد في العملة الصعبة، ومعدلات التضخم المرتفعة، إضافة إلى فقدان أكثر من 70% من الثروة النفطية جراء انفصال جنوب السودان.