نباح انفرادي ... اصوات التطبيع في الخليج لا تمثل شعوبها - د. خالد الحروب

2019-01-02

نباح انفرادي ... اصوات التطبيع في الخليج لا تمثل شعوبها

د. خالد الحروب

هناك حاجة فلسطينية وعربية ماسة للتروي إزاء حفنة (نعم حفنة ...) الاصوات التي تنبح هنا او هناك في هذا البلد الخليجي او ذاك تطالب بالتطبيع مع اسرائيل. هناك سمات مشتركة لهذه الاصوات وهي التفاهة والسطحية في الثقافة السياسية، والهامشية في المشهد الاعلامي او الثقافي، والبحث عن الضوء الذي يوفره النباح التطبيعي مع اسرائيل، فضلا عن ان بعض تلك الاصوات يلعب دور الحذاء الرسمي لبعض الأنظمة لجس نبض شعوبها إزاء الإنجرار نحو خطايا اكثر سفالة

المهم هنا هو ضرورة عدم الإنجرار وعدم التورط في خطاب رد فعل غاضب تعميمي يحمل الشعوب مسؤولية تفاهات بعض الافراد ويؤدي إلى استعداء الشعوب على الفلسطينين بسبب تفاقم الشتمية ورد الفعل الشتائمي عليها وهكذا. ومن النقاط المهمة في تقديري في هذا السياق ما يلي

١. اصوات النباح التطبيعي في الخليج لا تعبر عن ولا تمثل شعوب الخليج التي تقف في غالبيتها الساحقة والجارفة موقفا اصيلا مع فلسطين والفلسطينين، رغم انها مغلوبة على امرها مثلها مثل بقية الشعوب العربية ومثلما هو ايضا الشعب الفلسطيني مغلوب على امره من المحتل الاسرائيلي المجرم ومن سلطتيه في رام الله وغزة
٢. الخطاب الفلسطيني تحديداً يجب ان يكون في غاية الحذر من التورط في التعميم والشتيمة تجاه اي شعب من الشعوب الخليجية او العربية الشقيقة، لأن ذلك يصب في مصلحة الخطاب الصهيوني الذي يكرر دوما ان العرب تخلوا عن الفلسطينيين وان "الخلاف" مع الفلسطينين لا شأن للعرب به. وان التطبيع مع العرب يجب ان يتم بغض النظر عن العلاقة مع الفلسطينين.

٣. هناك بالتأكيد سفلة في كل شعب من الشعوب، ولنبدأ بأنفسنا هناك سفلة فلسطينيين وسفلة خليجيين وسفلة مغاربيين وسفلة من كل ملل الارض لأنه ليس هناك جماعة نقية وخالية من السفلة والسفالات. وعلى رأس السفلة في كل مكان وبلد يتربع غالبا الحكام واصحاب السلطة واصحاب المصالح والنفوذ والطفيليين والمنافقين واحذية المستعمر ولاعقي اقدامه الكولونيالية، وسواهم كثر. المهم هنا ان هؤلاء السفلة ومهما علا صراخهم وصوتهم وحتى سيطرتهم على الخطاب الاعلامي فإنهم لا يمثلون وجدان الشعوب وتواريخها ونقائها وبوصلاتها التي تتجه نحو مناصرة العدل ومحاربة الظلم والثورة ولو بعد حين

٤. مواقف شعوب الخليج واحزابها وجماعاتها السياسية العلنية والسرية على مدى عقود الصراع مع اسرائيل مواقف مشرفة دوما وحاضنة لفلسطين والفلسطينيين، وهذه ليست مجاملة فارغة او تزلف بل حقيقة تاريخية يجب ان نتمسك بها في هذا الوقت الاسود، ونتمسك بدعم الحاضنة العربية لنا ولا نتسابق في التخلي عنها وشتمها مهما بلغ خذلان الانظمة وتسارعها للإرتماء في حضن اسرائيل

٥. معاودة التأكيد على ما هو بدهي وهو ان هناك فرق كبير بين سياسات الانظمة وتخاذلها وبين الشعوب، وعندما نشمل الشعوب حين نشتم الحكام بسبب سياسات الحكام فإننا ندفع هذه الشعوب إلى الالتصاق بأنظمتها المتخاذلة ونخسرها ونكون كمن يضرب نفسه كفا

٦. الخطاب السياسي والاعلامي الناقد للتطبيع في الخليج وغيره من البلدان العربية يجب ان يستخدم مفردات حذرة وينتقد "الانظمة الحاكمة" والسياسات او المؤسسات المعنية او الافراد المهرولين نحو التطبيع، ولا ينتقد الشعب او البلد برمته.