رحلة الحياة في عين الحب كفيفة - جميل السلحوت

2018-10-13

 رحلة الحياة في عين الحب كفيفة

جميل السلحوت

عن مكتبة كل شيء الحيفاويّة صدر مجموعة "عين الحبّ كفيفة" للكاتب المقدسي جمعة سعيد السمان، وتقع في 212 صفحة، منتجها وأخرجها شربل الياس.

يواصل الكاتب المقدسيّ جمعة السمان كتابة تجاربه في الحياة، وكأنّي به يريد أن أن يقدّمها هديّة لجيل الأبناء والأحفاد، ليستفيدوا من تجارب الآباء والأجداد.

وواضح أنّ الكاتب السمان يكتب نصوصه كيفما تيسّر له، فنجده يقترب أحيانا من القصّ، وأحيانا أخرى من الحكاية، وأحيانا ثالثة من المقالة، لكنّه في المحصّلة يقدّم خلاصة تجاربه في الحياة. ففي النّصّ المعنون بـ "السّرّ" صفحة 31 نجد حديثا عن الحياة الزّوجيّة التي لا تستقر إلّا من خلال علاقة الحبّ والاحترام بين الزّوجين، فالرّجل الذي كان يضرب زوجته دون رحمة، ما لبثت أن تمرّدت عليه، وغدت تردّ له الشّتيمة بمثلها وبصوت مرتفع، حتّى قلّت هيبته أمام من يعرفونه، فقرّر قتلها ودفنها، لكنّها عندما أصيبت كليتاه بمرض، ما لبثت أن تبرّعت له بكليتها، فأنقذت حياته، رغم أنّها كانت تعرف مخطّطاته الشّيطانيّة لها من خلال هذيانه بصوت مرتفع أثناء النّوم، وانقاذها لحياته كان سببا في عودتهما للحياة الطبيعيّة الهادئة.

وفي "الزّواج يقتل الحبّ" ص 200 يطرح الكاتب قضيّة العلاقات بين الرّجل والمرأة خارج الحياة الزّوجيّة، ويردّ من خلال الواقع على من يزعمون أنّ الزّواج يقتل الحبّ، وفي النّصّ نجد أنّ المرأة التي رفضت الاستمرار في علاقة مع رجل دون زواج، قد تزوّجت وأنجبت ثلاثة أبناء فاستقرّت حياتها، وعاشت مطمئنة في دفء الحياة الأسريّة، في حين أنّ صاحب مقولة الزّواج يقتل الحياة "شاب وشاخ أيضا، وقد اختلطت عليه وجوه الصّديقات لكثرتهنّ، فتداخلت الأمور ببعضها، وما عاد أحد يسأل عن الآخر، وهكذا مات الرّجل وحيدا، لا حبّ ولا صديقة ولا زوجة." ص 201.

وفي "طمّاع" صفحة 101، طرح الكاتب قصّة رجل يعتاش على صيد الأفاعي وبيع جلودها، وازدادت أطماعه فقرّر اصطياد أفعى ضخمة تعيش في الغابة، لكنه غفا تحت جذع شجرة فابتلعته الأفعى، وعندما بحثوا عنه، وجدوه ميّتا في بطن الأفعى الضّخمة التي هي الأخرى ماتت متأثّرة بالسّموم الموجودة في جسم فريستها.

وفي تقديري أنّ الكاتب لم يوفّق بإيصال فكرته في هذا النّصّ لأكثر من سبب، ومنها أنّ صيد الأفاعي والغابات والأفاعي الضّخمة غير موجودة في بلادنا، يضاف إلى ذلك أنّه معروف أنّ الأفاعي تبتلع الأفاعي الأخرى التي تصغرها حجما ولا تموت، فكيف تموت أفعى ضخمة من سموم بسيطة في جسد فريستها؟