الشهيد الريماوي يرفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الى 217 والعالم يواصل الصمت على جرائم الاحتلال

2018-09-18

الشهيد الريماوي يرفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الى 217 والعالم يواصل الصمت على جرائم الاحتلال

رام الله - تقرير خاص بـ حشف: استشهد الشاب المعتقل محمد زغلول (الخطيب) الريماوي (23 عاما)، صباح اليوم الثلاثاء، عقب تعرضه لاعتداء وحشي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء اعتقاله وعقب من منزله في بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله. وبإستشهاده يرتفع عدد الشهداء من الأسرى والمعتقلين الذين قضوا على يد الاحتلال خلال اعتقالهم أو احتجازهم في سجونه ومراكز التوقيف التحقيق التابعة له، إلى (217) شهيداً منذ عام 1967م، فيما يواصل العالم صمته على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا.

وأفاد رئيس بلدية بيت ريما يزن الريماوي، بأن عملية الاعتقال والاعتداء تمت في وقت لا يتعدى 3 دقائق، حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد بطريقة عنيفة، وقاموا بخلع باب المنزل دون سابق انذار، والاعتداء بشكل مباشر عليه أثناء نومه، وتمزيق ملابسه، واقتادوه عاريا وهو فاقد للوعي، وبعد عدة ساعات أعلنوا عن استشهاده.

ومن جهته، أكد نادي الأسير الفلسطيني ان الشاب زغلول استشهد بعد تعرّضه للضرب في غرفته وبملابس النوم عقب اقتحام منزله لاعتقاله صباح اليوم الثلاثاء.  

وحمل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة قتل الشهيد الخطيب، التي تُضاف إلى قائمة طويلة من الجرائم والإعدامات التي نفذتها بحق معتقلين وأسرى داخل معتقلات الاحتلال، ليرتفع عدد الشهداء من الأسرى والمعتقلين إلى (217) شهيداً منذ عام 1967م.

وحذر نادي الأسير من استمرار وتقاعس وصمت المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي، الذي سمح لسلطات الاحتلال بالتمادي وقتل الفلسطينيين بدم بارد، دون أن يكون هناك رادع حقيقي لوقف جرائمها المتواصلة، معتبراً أن هذا الصمت هو غطاء لقتل الفلسطينيين.

وتشير المتابعة القانونية لنادي الأسير أنه ووفقاً لشهادات المئات من المعتقلين الذين يتم نقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف، تُؤكد أن ما نسبته 95% منهم يتعرضون لعمليات تعذيب جسدي ونفسي، ويستمر ذلك أثناء التحقيق معهم.

وأضاف نادي الأسير أن الشهيد محمد زغلول الريماوي هو الشهيد الثالث الذي تقتله سلطات الاحتلال بالتعذيب خلال هذا العام، فقد اُستشهد الشاب ياسين السراديح من أريحا، بعد اعتقاله في تاريخ 22/2/2018، حيث كشف شريط فيديو لحظات اعتداء جنود الاحتلال بالضرب المبرح على الأسير السراديح، فيما كشفت عملية تشريح جثمانه أنه قتل برصاصة في أسفل البطن أطلقت عليه من مسافة صفر، كما اُستشهد الأسير عزيز عويسات من القدس في تاريخ 19/5/ 2018 بعد أن تعرض لعملية تعذيب على يد قوات "النحشون" داخل معتقلات الاحتلال، الأمر الذي تسبب بإصابته بجلطة لاحقاً قبل أن يتم إعلان استشهاده، إضافة إلى الشاب محمد زغلول الخطيب الذي اُستشهد فجر اليوم الموافق 18/ 9/ 2018.

عائلة الشهيد الريماوي: ابننا لم يكن يعاني أية أمراض وقتل بالضرب المبرح

بدورها فندت عائلة الشهيد محمد زغلول الريماوي مزاعم الاحتلال الإسرائيلي حول حالته الصحية، مؤكدة أنه استشهد نتيجة تعرضه للضرب المبرح ولم يكن يعاني أية مشاكل صحية سابقا.

وأضافت العائلة في مؤتمر صحفي عقدته، مساء اليوم الثلاثاء، أمام منزلها في بيت ريما شمال رام الله، إن محمد تعرض للضرب بوحشية أثناء عملية اعتقاله.

وأوضح بشير شقيق الشهيد، إن الجنود داهموا غرفة محمد الساعة السادسة صباحا بعد اقتحام القرية من قبل قوة خاصة، وفجروا باب المنزل وشرعوا بضرب محمد ضربا مبرحا.

وأضاف أن محمد (23 عاما) بدأ بالصراخ وفجأة سكت صوته، وبدأت أمي تسأل الجنود، إلا أنهم أشهروا السلاح في وجهها، ومن ثم حملوه على أكتافهم وخرجوا من المنزل.

وتابع: "اتصل بي ضابط المخابرات وقال إن محمد يعاني من أمراض وأكدت أنه لا يعاني من أي مرض، ثم تلقينا بعد ساعتين اتصالا يؤكد استشهاد شقيقي"، نافيا رواية الاحتلال بأنه يعاني من أمراض، أو أنه تعرض لحادثة سقوط من علو.

وأوضح الريماوي أن الاحتلال رفض تسليم جثمان الشهيد إلا بعد تشريحه، وطالبنا بتواجد طبيب فلسطيني لحظة التشريح.

من جهتها، قالت والدة الشهيد خلال المؤتمر إن نجلها تعرض لضربات قوية على الرأس أدت لاستشهاده قبل اعتقاله ورفض الجنود السماح لنا برؤيته، وحملوه على أكتافهم دون أن يحرك ساكنا، ما يعني أنه أعدم بعد ضربه بقوة.

المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، يطالب بالتحقيق الفوري  

من جانبه، عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، عن قلقه البالغ من أن تكون قوات الاحتلال قد مارست التعذيب ضد الشهيد الريماوي فور اعتقاله.

واستناداً لتحقيقات المركز، وإفادات شهود العيان، ففي حوالي الساعة 6:00 صباح هذا اليوم، الثلاثاء الموافق 10/9/2018، تسللت مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى بلدة بيت ريما، شمال غربي مدينة رام الله. استخدم الجنود في عملية التسلل مركبة مدنية من نوع "فولجسفاجن - كرافيل" بيضاء اللون، وتحمل لوحة تسجيل فلسطينية. توقفت السيارة بالقرب من منزل عائلة المواطن محمد زغلول قاسم الخطيب، 24 عاماً، وترجل جنود الاحتلال من داخلها، واقتحموا غرفة نومه، ثم انهالوا عليه بالضرب الوحشي، قبل اعتقاله، واقتياده معهم. وفي ساعات الصباح اتصل ضابط إسرائيلي بشقيق المذكور، وسأله إن كان محمد يعاني من أمراض معينة، ونفى أن يكون شقيقه يعاني من أية أمراض. وبعد وقت قصير تلقت العائلة اتصالاً هاتفياً من الارتباط الفلسطيني، أبلغها من خلاله بوفاة ابنها

وأفاد شقيق الشهيد، بشير الخطيب، لباحثة المركز، بما يلي:

"استيقظت على صوت صراخ  أخي محمد المرتفع، فتوجهت فوراً إلى غرفة نومه، وهي منفصلة عن منزلنا الرئيس بمسافة 10 أمتار تقريباً. وفور وصولي شاهدت 10 من جنود الاحتلال يعتدون عليه بالضرب المبرح، وبشكل همجي، باستخدام أسلحتهم وأقدامهم على كافة أنحاء جسده. حاولت إبعادهم عنه، لكن أحد الجنود أبعدني بالقوة، وكبّل يديّ، واحتجزني الجنود مع والدتي وشقيقاتي داخل غرفة في المنزل. بعد حوالي 5 دقائق انقطع صوت صراخ أخي، وشاهدت أحد الجنود يحمله على كتفه باتجاه مركبة بيضاء، واقتادوه معهم. وفي تمام الساعة 9:00 صباحاً، تلقيت اتصالاً من ضابط إسرائيلي، يسألني إذا كان محمد يعاني من أمراض فأجبته بأنه سليم، ولا يعاني من أي مرض، وبعدها أغلق الهاتف بشكل مفاجئ. وتلقيت اتصالاً من قبل جهاز الارتباط الفلسطيني في مدينة رام الله يخبرني باستشهاد محمد".

هذا وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه فتح تحقيقا في ظروف وفاة الخطيب. وجاء في بيان له أن "قواته توجهت لاعتقاله، وخلال الاعتقال فقد المذكور وعيه، وقدّم له أفراد القوة علاجاً ميدانياً، ثم نقل إلى المستشفى، وهناك أعلن الأطباء عن وفاته". وادعى الجيش أنه لم تقع مقاومة، أو أعمال عنف خلال عملية الاعتقال"!!

يشار إلى أن هذه الجريمة هي الثانية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي في ظروف مماثلة خلال العام الجاري. ففي تاريخ 22/2/2018، استشهد ياسين عمر السراديح، 33 عاماً، من سكان مدينة أريحا، بعد ساعات قليلة من اعتقاله على أيدي قوات الاحتلال بعد تعرضه للضرب العنيف على أيدي جنود الاحتلال. وفضلاً عن هاتين الجريمتين استشهد الأسير عزيز موسى سالم عويسات، 53 عاما، من سكان قرية جبل المكبر، جنوب شرقي مدينة القدس الشرقية المحتلة، بتاريخ 20/5/2018 في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي التي نقل إليها من سجن "أيشل مطلع شهر مايو الماضي إثر إصابته بجلطة دماغية. وقبل إصابته بالجلطة روى الأسير عويسات لأحد الأسرى أنه تعرض للضرب والتنكيل في سجن "أيشل".

وطالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في بيان له بما يلي:

1- إجراء تحقيق فوري ومحايد في ظروف استشهاد الاسير الخطيب في ظلّ توفر شبهات حول تسبّب ما تعرض له من ضرب وحشي بوفاته.

2- اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيادة فعالية متابعتها لأوضاع الأسرى و المعتقلين الفلسطينيين و العرب في السجون و ظروف احتجازهم.

3- المجتمع الدولي بإجبار الاحتلال على احترام قواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وتحديداً اتفاقية جنيف الرابعة و الالتزام بالقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء.

منظمة التحرير تطالب بتحقيق دولي في إعدام الشهيد محمد الريماوي

بدورها أدانت منظمة التحرير الفلسطينية الجريمة الاسرائيلية الجديدة بحق أبناء شعبنا والمتمثلة بإعدام الشاب محمد زغلول الريماوي بدم بارد بعد اعتقاله من منزله في قرية بيت ريما فجر اليوم وتعذيبه بشكل وحشي حتى فارق الحياة، وطالبت بفتح تحقيق دولي وعاجل في هذه الجريمة .

وقالت دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير في بيان صدر عن مكتبها الاعلامي، إن هذه الجريمة البشعة تكشف الوجه الحقيقي لهذه الحكومة اليمينية المتطرفة وتأتي استمرارا للسياسة الاسرائيلية المتواصلة لتجاوز حقوق شعب فلسطين  وتصفية قضيته من خلال الضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي لتركيعه وإجباره على الخضوع لصفقة القرن.

وطالبت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان وكافة المؤسسات الدولية بفتح تحقيق فوري في هذه الجريمة النكراء، وتقديم مرتكبيها الى المحاكم الدولية  لمحاسبتهم وايقاع العقوبات التي يستحقونها بحقهم.

وحملت منظمة التحرير الادارة الاميركية التداعيات المترتبة على استشهاد الشاب محمد الريماوي وكل ما يترتب على السياسات الاسرائيلية التي لا تجرؤ على ارتكاب هذه الجرائم لولا التشجيع والدعم اللامحدود من قبل إدارة ترمب .