صفحات من تاريخ نضالنا النقابي - النقابي/ جهاد عقل

2018-09-11

صفحات من تاريخ نضالنا النقابي

النقابي/ جهاد عقل

هذه السنة ذكرى ١٠٠عام على ميلاد القائد النقابي الشيوعي سليم محمود القاسم و٣١ عاما على وفاته - ١٦/١٢/١٩١٨– ٧/٩/١٩٨٧

قرارٌ بالتفاؤل!

من يتابع ويطلع على مسيرة المناضل القائد الشيوعي النقابي سليم القاسم يجد نفسه أمام قائد كان له دور مركزي وهام في ملحمة نضالية نقابية ووطنية، وضع من خلالها جميع قدراته وجُلّ معرفته من أجل الدفاع عن وطنه وشعبه وعن الطبقة العاملة وجمهور الكادحين بأممية خالصة دون تمييز.

وكانت صحيفة "الاتحاد" قد أجرت مقابلة مطَوّلة معه بمناسبة بلوغه سن ال٦٠ اي بتاريخ ١٨/١٢/١٩٧٨ تناولت من خلالها مختلف محطات حياته النضالية وأعادت نشرها في الذكرى الأربعين لرحيله أي بتاريخ ١٥/١٠/١٩٨٧ اي بعد ما يقارب العشر سنوات، تحت عنوان: "ليس هناك ما يدعو الى اليأس من المستقبل فهناك كل ما يدعو الى التفاؤل".

عندما تفتح صفحات تتناول محطات من التاريخ النقابي العربي الفلسطيني، تلتقي من خلالها مع مناضلين نقابيين أشداء، ناضلوا في ظل ظروف قاسية وصعبة، خاصة وأنّ هذه الظروف كانت في مرحلة تكوين الطبقة العاملة الفلسطينية، حديثة العهد، وفي ظل ظروف الإحتلال البريطاني لفلسطين ودعمه ومساندته غير المشروطة للحركة الصهيونية، بمختلف مشارب ومجالات نشاطاتها المعادية للطبقة العاملة الفلسطينية خاصة وللمواطنين الفلسطينيين عامة وفي محورها: احتلال الأرض، واحتلال العمل.

في هذه المرحلة النضالية الشاقة تعمد القائد الشيوعي النقابي الفلسطيني الراحل سليم محمود القاسم (أبو رياض). الذي يُعتبر أحد المؤسسين للحركة النقابية العربية الفلسطينية ومن قادتها البارزين.

ولد النقابي سليم محمود القاسم بتاريخ ١٥/١٢/١٩١٨ في مدينة المجدل – عسقلان، جنوبي البلاد لعائلة كادحة، حيث توفي والده وهو حديث السن، مما اضطره للخروج الى العمل في سن مبكرة من أجل مساعدة والدته في إعالة أسرته، وخلال مراحل عمله تنقل في العديد من المهن ومنها مهنة النسيج والحياكة التي كان والده ماهرًا فيها، ثم عمل في معسكرات الجيش البريطاني ضمن دائرة الأشغال العامة، هنا كان للراحل سليم القاسم دور بارز في تنظيم العمال وقيادتهم، الامر الذي أدى وهو في سن الواحدة والعشرين الى قيام سلطات الاحتلال البريطاني باعتقاله وزجه في السجن لمدة سبعة أشهر. 

ويروي في مقابلة معه نشرتها صحيفة الاتحاد بتاريخ ١٥/١٠/١٩٨٧ (أعادت نشرها بعد رحيله) أنه كان قد نجا من الموت هو وصديقه /رفيقه إسماعيل حسن من قرية بشيت عضو اللجنة التنفيذية لمؤتمر العمال العرب في مطلع العام ١٩٤٨بفضل فنجان قهوة اصر على دعوته اليه صديقه أحمد الشاعر عامل المقهى، حيث كان الرفيق سليم القاسم وزميله ذاهبين باتجاه مبنى "السرايا" في يافا، وخلال شربهم فنجان القهوة تم تفجير المبنى على من فيه من قبل عصابة "إتسل" الصهيونية.

كما يتحدث عن مرحلة اعتقاله مع رفاقه الشيوعيين من قبل المصريين في سجن "ابو عجيله" وفي الوقت ذاته ضمن سياسة التهجير التي قامت بها العصابات الصهيونية العام ١٩٤٨، هُجّرت عائلة النقابي سليم القاسم الى خانيونس حيث إستقرت هناك، لكن بعد انسحاب الجيش المصري من المنطقة سلموهم للجانب الإسرائيلي الذي قام بنقلهم الى السجن في معسكر "صرفند" وبعد إطلاق سراحه هو ورفاقه الشيوعيين في تموز ١٩٤٩، انتقل للسكن في مدينة الناصرة وبعد نضال متواصل تم لم شمل العائلة معه وبقي في الناصرة مع عائلته حتى يوم وفاته في السابع من أيلول العام ١٩٨٧.
النضال من خلال جمعية العمال العربية الفلسطينية وعصبة التحرر الوطني

بعد خروجه من السجن كثف نشاطه النقابي من خلال صفوف "جمعية العمال العربية الفلسطينية" التي كان للرفاق الشيوعيين العرب في فلسطين دور مركزي في تأسيسها بهدف تنظيم العمال العرب والدفاع عن حقوقهم، وخلال هذه المرحلة وفي سنة ١٩٤٤ تم انتخاب الراحل الرفيق سليم القاسم سكرتيرًا لفرع الجمعية بمدينة يافا وكان هذا الفرع يعتبر من أكبر فروع الجمعية ويمتد نشاطه الى محيط واسع من القرى والمدن القريبة من يافا. حيث قاد النضال النقابي والوطني في المدينة ومنطقتها.

في العام نفسه اي ١٩٤٤ انضم المناضل النقابي سليم القاسم الى صفوف "عصبة التحرر الوطني"، التنظيم الشيوعي العربي في فلسطين.

كان من المؤسسين لـ"مؤتمر العمال العرب" التنظيم النقابي لعصبة التحرر الوطني، حيث تَبَوَّأَ العديد من المناصب في المؤتمر كعضو في لجنته التنفيذية وفي السكرتاريا، وتم انتخابه في المؤتمر الثالث لـ"مؤتمر العمال العرب "الذي عقد بتاريخ ١٢/٩/١٩٤٧ أمينًا عامًا للمؤتمر الذي عُقِد تحت شعار" المطالبة بالجلاء والاستقلال التام دون قيد أو شرط" حيث القى النقابي سليم القاسم كلمة في المؤتمر قال فيها"مبينًا فيها سياسة المؤتمر ومعلنًا أنّ المؤتمر ليس حزبًا سياسيًا وأن سياسته الوطنية العامة هي النضال في سبيل جلاء جيوش الاحتلال وتصفية الانتداب وتحقيق استقلال فلسطين،دون شرط أو قيد."(صحيفة الاتحاد ١٣-١٤ أيلول ١٩٤٧).

من يتابع ويطلع على مسيرة المناضل القائد الشيوعي النقابي سليم القاسم يجد نفسه أمام قائد كان له دور مركزي وهام في ملحمة نضالية نقابية ووطنية، وضع من خلالها جميع قدراته وجُلّ معرفته من أجل الدفاع عن وطنه وشعبه وعن الطبقة العاملة وجمهور الكادحين بأممية خالصة دون تمييز.

وكانت صحيفة "الاتحاد" قد أجرت مقابلة مطَوّلة معه بمناسبة بلوغه سن ال٦٠ اي بتاريخ ١٨/١٢/١٩٧٨ تناولت من خلالها مختلف محطات حياته النضالية وأعادت نشرها في الذكرى الأربعين لرحيله أي بتاريخ ١٥/١٠/١٩٨٧ اي بعد ما يقارب العشر سنوات، تحت عنوان: "ليس هناك ما يدعو الى اليأس من المستقبل فهناك كل ما يدعو الى التفاؤل".

ارتباط وثيق بالنضال لصالح الطبقة العاملة

في المقابلة المذكورة أعلاه وفي رد على سؤال يتعلق بالأسباب التي دعته الى الارتباط الوثيق في نضال الطبقة العاملة أجاب الرفيق سليم القاسم: "في الفترة التي إنخرطت فيها في العمل النقابي، كانت الحركة النقابية في نهوض، فمع نشوب الحرب العالمية الثانية وفي أثنائها ونتيجة لصعوبات المواصلات الخارجية تطورت ونمت في فلسطين بعض الصناعات التحويلية واتسعت صناعة تكرير البترول لسد حاجات الجيش البريطاني والسكان المحليين، واستخدم الجيش البريطاني الوف العمال العرب واليهود في مختلف "الورش" والمنشآت كما إتسع العمل في شق الطرق، وقد عمل العمال في ظروف صعبة للغاية وفي شروط عمل وأجور متدنيّة، ولكن قيادة المنظمات النقابية كانت آنذاك في معظمها من العناصر الإصلاحية اليمينية وغير المكافحة،وكانت القيادة المركزية في "جمعية العمال" في حيفا هي نفسها التي انتخبت في العام ١٩٣٠."

هذا الوضع أدى الى تكاتف العديد من القوى النقابية وعلى رأسها الشيوعيون، وهنا يُشير النقابي سليم القاسم في المقابله نفسها الى الحراك النضالي العمالي ما قبل الحرب العالمية الثانية من أجل تحسين أوضاع العمال،بعكس المناخ السائد لدى قيادتهم على حد تعبيره مما أدى الى قيام سلطات الاحتلال البريطاني:" بإغلاق عدد كبير من مكاتب الجمعيات النقابية في مدن فلسطين الكبرى. ولم يبق من المنظمات النقابية في البلاد سوى "جمعية العمال العربية الفلسطينية " التي كانت تمارس نشاطًا محدودًا يرتكز بالأساس على قيادة نقابة عمال السكك الحديدية."

يقول النقابي سليم القاسم في هذا السياق:" بالطبع لم يرضخ العمال، فحسب تنظيم الجمعيات العثماني، يحق للعمال فتح فروع للجمعية، وقد طالبوا بقيادة الشيوعيين أن تفتح هذه الفروع، ولكن قيادة الجمعية خافت من غضب السلطات ولم تفتح الفروع، فراح العمال يضغطون على قيادة (جمعية) العمال العربية الفلسطينية واضطروها الى الخروج من موقفها الانعزالي وفتحوا فروعًا لها، وهكذا انتشرت فروع الجمعية في البلاد كافة."

لقاء رفاق التحموا بالنضال وبهموم الطبقة العاملة

في مقال كتبه الرفيق القائد النقابي الراحل جمال موسى رفيق درب القائد النقابي سليم القاسم ونشرته صحيفة "الإتحاد" يوم الخميس ١٥/١٠/١٩٨٧ تحت عنوان "سليم القاسم – خالد في سجل حركتنا العمالية والشيوعية" تناول فيه العديد من المحطات النضالية المشتركه لهما، وركز على دور النقابي سليم القاسم في قيادة الحركة النقابية العربية الفلسطينية، واللقاء الأول بينهما الذي تحول الى لقاء قادة نقابيين شيوعيين يحملون هموم الطبقة العاملة العربية على مدار سنوات طويلة. 

يكتب الرفيق القائد النقابي الشيوعي جمال موسى في المقال المذكور: "كان ذلك في مؤتمر لممثلي عمال المعسكرات البريطانية وممثلي فروع - جمعية العمال العربية الفلسطينية - في فلسطين، عقد في مدينة الرملة في سنة ١٩٤٣، وكان لهذا المؤتمر أهمية نقابية وسياسية بالغة. إذ كان عليه أن يضع الأسس السياسية والنقابية والخط الكفاحي لقيادة الجمعية في فلسطين، خاصة تجاه الادارة البريطانية العسكرية والمدنية وإقرار المطالب الموحدة لجماهير العمال في فلسطين الذين يعملون في المعسكرات والمنشآت والمؤسسات البريطانية." ويحلل الكاتب تلك المرحلة وتشابك مصالح الانتداب البريطاني والصهيونية من أجل العمل على ضرب الحركة النقابية العربية وطبقتها العاملة التي يقدر عددها بحوالي "مئتي الف عامل وموظف، وإنبثق وعيها الطبقي والسياسي الديمقراطي والوطني انبثاق المارد من القمقم...وأخذ الشيوعيون وأصدقاؤهم كل في مدينته يقفون في طليعة التنظيم النقابي العربي، وكان الرفيق سليم القاسم من النقابيين البارزين في مدينة يافا..."

 (الاتحاد ١٣/١٠/١٩٨٧).

ويضيف الرفيق جمال موسى عن لقائه الاول مع رفيق دربه فيما بعد سليم القاسم في مقاله المذكور أعلاه: "دار في هذا المؤتمر نقاش شديد،تارة مكشوف وتارة ضمني،وأنا شخصيًا لم يسبق لي التعرف على الرفيق سليم وكذلك هو لم يسبق له ان يعرفني، ولكن من خلال المناقشات وصياغة المواقف والقرارات كنّا نلتقي هو على رأس وفد يافا وأنا على رأس وفد حيفا، على مواقف سياسية واحدة،وبذلك استطعنا أن نُجنّد أكثرية المؤتمر حول هذه المواقف... وهكذا في وسط المعركة النقابية والسياسية في ذلك المؤتمر تعرفت على الرفيق سليم والتحمت بيننا أواصر العلاقات الرفاقية والمحبة والأخوة حتى ساعة الفراق."

مؤتمر العمال العرب

لقد بذل رفاقنا جُلّ جهدهم من أجل الحفاظ على وحدة الحركة النقابية العربية الفلسطينية ضمن "جمعية العمال العربية الفلسطينية"،خاصة وأن الشيوعيين كانوا العمود الفقري عند تأسيسها وفي قيادة نشاطها الميداني، قبل سيطرة "الجناح الإصلاحي" على قيادتها وتغيير المسار النضالي المكافح لها وفرض قرارت خارج الإطار التنظيمي للجمعية بل فرض السيطرة وخرق الدستور ويقول النقابي سليم القاسم في هذا السياق:" في شباط ١٩٤٥ أقيم في لندن المؤتمر التحضيري لـ"الاتحاد العالمي للنقابات" وكان من المفروض أن يمثل جمعيات العمال وفد منتخب،ولكن القيادة التقليدية رفضت فكرة الانتخاب .."وقررت ارسال وفد متخطية النظام، مما أدى الى موجة من الغضب والاستنكار لهذا التصرف في عدد كبير من فروع الجمعية."
ويضيف الرفيق سليم القاسم في مقابلته المذكورة مع "الاتحاد": ".. وبعد عدة أشهر دعت فروع الجمعية في يافا والقدس وغزة والمجدل وبيت لحم وبيت جالا ونقابة عمال المعسكرات وإتحاد جمعيات العمال ونقابات العمال العرب في حيفا وجمعية العمال في الناصرة، الى عقد مؤتمر للعمال العرب في يافا،وعقد المؤتمر في ١٩آب ١٩٤٥ باشتراك الأغلبية العظمى لفروع الجمعية في فلسطين، وانتخبت لجنة تنفيذية من عدة أشخاص من بينهم فؤاد نصّار وسليم القاسم وخليل شنير وحسن يحيى أبو عيشه ورفيق الأصفر وموسى قويدر وإسماعيل حسن وعودة الأشهب وأحمد بشناق وغيرهم".

نقطة الخلاف المركزية:الشكل النضالي للطبقة العاملة في فلسطين

أما بخصوص نقطة الخلاف المركزية في الحركة النقابية التي أدت الى قيام القوى النقابية المناضلة وكوادرها الى تأسيس "مؤتمر العمال العرب" فيقول بهذا الخصوص الرفيق سليم القاسم:" الموضوع المركزي كان الشكل النضالي للطبقة العاملة في فلسطين، وهو موضوع الخلاف بيننا وبين القيادات الإصلاحية اليمينية في حينه، التي كانت ترفض أسلوب التظاهر والاضرابات وقد كان مجرد انعقاد المؤتمر وقراراته ومنهجه كافيًا لفضح القيادة الانتهازية والرجعية للجمعية،الأمر الذي أدّى الى اتساع القاعدة العمالية للمؤتمر(مؤتمر العمال العرب) بنجاح أكبر في نيسان ١٩٤٦ بالقدس (المؤتمر الثاني) واما (المؤتمر الثالث) فعقد في ايلول ١٩٤٧ في يافا."(الاتحاد ١٥/١٠/١٩٨٧).

من جهته يكتب رفيق درب الرفيق سليم القاسم الرفيق جمال موسى بخصوص ملابسات تشكيل "مؤتمر العمال العرب" ودور زميله سليم القاسم في التأسيس والقيادة:" وكانت الحتمية التاريخية قيام مؤتمر العمال العرب الذي تأسس في سنة ١٩٤٥ بقيادة الشيوعيين وأصدقائهم والقوى الديمقراطية والوطنية وفي المقدمة طيب الذكر فؤاد نصّار الذي انتخب أول سكرتير عام للمؤتمر واحتل سليم القاسم مركزه المرموق في قيادة المؤتمر وأصبح فيما بعد سكرتيره العام.... وكان الرفيق سليم ممثل المؤتمر في مجلس اتحاد النقابات العالمي ..."

 ( الاتحاد ١٣/١٠/١٩٨٧)

كما عقد المؤتمر الرابع لـ "مؤتمر العمال العرب في ٩ نيسان العام ١٩٤٩وانتخب المؤتمر الرفيق سليم القاسم سكرتيرًا عامًا له بالرغم من أنه كان لا يزال في الأسر بصرفند، وعقد المؤتمر الخامس في الناصرة في نيسان ١٩٥٠.

لقد واصل "مؤتمر العمال العرب نشاطه حتى العام ١٩٥٣ حيث:" قرر المؤتمر حل نفسه من أجل توحيد الجهود العربية واليهودية وتشديد المعركة لتحقيق المساواة للعمال والشعب الفلسطيني المتبقي في وطنه داخل إسرائيل وتحقيق الحقوق العمالية (النقابية) والحق في العمل والأجور وشروط العمل والدفاع عن الارض والمزارع العربي من أجل الحقوق المدنية والقومية كاملة غير منقوصة لجماهير الشعب الفلسطيني "(الاتحاد ١٣/١٠/١٩٨٧).

أما الرفيق سليم القاسم فيقول عن حل "مؤتمر العمال العرب" والنضال الذي خاضته قيادته خلال هذه الفترة: "بعد ثلاث سنوات من نضال العمال العرب بقيادة مؤتمر العمال العرب في إسرائيل ... ذلك النضال القاسي الذي واجهته السلطات الإسرائيلية بأبشع وسائل القمع والاضطهاد... وبعد تجربة طويلة تعرفنا خلالها على الظروف الجديدة القائمة في البلاد وجدنا من الضروري توحيد العمال العرب واليهود لتشديد النضال النقابي في البلاد وجعله نضالًا موحدًا، لذا قُمنا بحل مؤتمر العمال العرب ودعونا الى الإنضمام للهستدروت."(الاتحاد ١٥/١٠/١٩٨٧).

من هذه المحطة النضالية انتقل النقابي سليم القاسم ورفاقه الى النضال النقابي العام، وخاضوا معركة عنيدة مع قيادة الهستدروت من أجل دخول العمال العرب أعضاء فيها وعن ذلك يقول الرفيق سليم القاسم:" كما تجدر الإشارة الى أنّ القيادة الإصلاحية للهستدروت انتهجت هي الأخرى سياسة عنصرية إزاء العاملين العرب،فالمعروف أن هذه القيادة وضعت العراقيل أمام العاملين العرب، وحالت دون انضمامهم الى الهستدروت حتى سنة ١٩٦٥." (نفس المصدر).

يكتب القائد جمال موسى في مقاله عن رفيق دربه النقابي سليم القاسم ما يلي: "تقاسمت مع الرفيق سليم لقمة العيش، خاصة في بيته، تقاسمنا شظف الحياة والقهر الإسرائيلي وتقاسمنا لذة الكفاح الشيوعي النقابي والوطني ... "

نصيحة للأجيال الشابة

لم يغفل النقابي الشيوعي سليم القاسم دور الأجيال الشابة وأهمية انخراطها في النضال من أجل حقوقها فيقول:" أقول للأجيال الشابة اليوم التي تعيش في ظروف، هي على الرغم من كل المصاعب،أفضل بكثير من الظروف التي عشناها في شبابنا، ان الخبرة تدل على أن على الشباب يقع واجب كبير في النضال من أجل حقوقهم القومية واليومية والمثابرة في النضال ..ونصيحة الى الجماهير الشابة من خلال تجربة ذقنا مرارتها وأضرارها ...يجب الا يندفع الشباب وراء القيادات اليمينية الإصلاحية أو الشعارات المزايدة المتطرفة. وطريقهم تمر عبر وعيهم ووحدتهم وكفاحهم التقدمي." (الاتحاد ١٥/١٠/١٩٨٧).

وأخيرًا تبقى ذكراك خالدة رفيقنا القائد الشيوعي النقابي سليم القاسم، آمل أن نكون بهذا المقال قد قمنا بإيفاء دين علينا لقائد نقابي شيوعي عريق، وذلك في الذكرى الـ ٣١ لرحيلك وفي الذكرى المئة لميلادك. ستبقى ذكراه خالدة.