تقرير يرصد استمرار قتل قوات الاحتلال للأطفال العام الماضي

2018-01-11

تقرير يرصد استمرار قتل قوات الاحتلال للأطفال العام الماضي

* في 2017 سجلت 2436 حالة اعتقال في صفوف المقدسيين في زيادة بنسبة 23.5% عن العام الماضي * اعتقال نحو 1467 طفلا من محافظات الوطن

رام الله: رصد تقرير حقوقي، صدر أمس الأربعاء، استمرار حالات قتل وإصابة الأطفال، وحالات الاعتقال، واستهداف المدارس، واستمرار القيود التي تفرضها قوات الاحتلال الاسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين خلال العام المنصرم.

وأصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان أمس الأربعاء، تقريره السنوي للعام 2017، حول استهداف الأطفال في أوقات النزاع المسلح.

وتناول التقرير انتهاكات قوات الاحتلال بحق الأطفال في قطاع غزة وكذلك الأحداث الداخلية المرتبطة بالصراع التي ألحقت الضرر بهؤلاء الأطفال.

وبدأ التقرير باستعراض الإطار التاريخي والتسلسل الزمني للوصول إلى القرار 1612 الصادر عن الأمم المتحدة والخاص بحماية الأطفال في أوقات النزاع المسلح، والآلية التي ترفع بها التقارير من الجهات المشاركة في متابعة الانتهاكات الموجهة ضد الأطفال والسياق الواجب التعامل به، بالإضافة إلى بعض التعاريف الخاصة بالطفل.

واستعرض التقرير مجمل الانتهاكات الموجهة لحقوق الأطفال خلال العام 2017 في قطاع غزة. ضمن دور المركز في رصد وتوثيق حالات استهداف الأطفال كطرف غير رسمي لعمليات الرصد والإبلاغ التابعة للأمم المتحدة.

وأورد التقرير أبرز الأحداث التي تم رصدها وتوثيقها خلال تلك الفترة مدعمة بإفادات شهود العيان الذين عايشوا تلك الأحداث والتي تدور حول ثلاثة أنواع حتى تاريخ صدور التقرير وذلك وفقاً لما تم رصده.

ففيما يخص القتل والتشويه، أشار التقرير إلى سقوط 5 أطفال قتلى، و167 مصابا، نتيجة تعرضهم لأحداث مرتبطة بشكل أو بآخر بالصراع مع قوات الاحتلال، ومن خلال الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال.

وعن الاعتقال أورد التقرير اعتقال 13 طفلاً من قبل قوات الاحتلال خلال الفترة نفسها، من خلال توغلاتها في أراضي القطاع أو من خلال مطاردة الصيادين والأطفال الذين يقتربون من سياج الفصل بهدف العمل أو حتى التنزه واستكشاف المناطق.

وفيما يخص مهاجمة المدارس والمستشفيات، أظهر التقرير تعرض مدرستين لأضرار جزئية نتيجة الصراع مع قوات الاحتلال، سواء باستهدافها بشكل مباشر أو من خلال استهداف محيطها.

وأبان التقرير استمرار انتهاكات حقوق الأطفال المرتبطة بالنزاع المسلح في قطاع غزة، حيث شهدت الفترة التي يتناولها التقرير، استمرار حالات قتل وإصابة الأطفال، وحالات الاعتقال، واستهداف المدارس، واستمرار القيود التي تفرضها قوات الاحتلال على السكان في إطار الحصار الشامل الذي ينتهك القانون الدولي ويشكل مساسا جوهريا بجملة حقوق الإنسان بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة، ويؤثر بشكل كبير على الأطفال.

وجدد مركز الميزان لحقوق الإنسان استنكاره استمرار الانتهاكات الموجهة ضد الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، ورأى في مضي قوات الاحتلال الإسرائيلية قدماً في انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، انعكاسا طبيعيا لعجز المجتمع الدولي عن القيام بواجباته القانونية والأخلاقية تجاه المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة على وجه الخصوص.

وطالب المركز، المجتمع الدولي بالقيام بواجبه القانوني والأخلاقي وحماية المدنيين الفلسطينيين ولا سيما الأطفال.

قراقع: الاحتلال يستهدف أطفال القدس ويمارس أبشع الإنتهاكات

قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن حكومة الاحتلال الاسرائيلي تستهدف الأطفال المقدسيين بشكل ممنهج ومتعمد، سواء بإطلاق الرصاص الحي عليهم خلال عملية الاعتقال بهدف القتل أو من خلال سياسة الاعتقالات الواسعة التي تطالهم.

وأضاف قراقع خلال مؤتمر صحفي عقد برام الله أمس الأول الثلاثاء، بحضور رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب ووالدة الأسير المقدسي صهيب الأعور، "أن الاحتلال يرتكب جرائم علنية وواضحة وأن الطفولة الفلسطينية تتعرض للخطر الشديد والدائم أمام صمت المجتمع الدولي وعدم تدخل أو ملاحقة قانونية على انتهاك اسرائيل للقانون الدولي ولاتفاقية حقوق الطفل العالمية".

وأوضح قراقع، أن سلطات الاحتلال صعدّت من استهدافها للقدس والمقدسيين خلال السنوات القليلة الماضية، ولوحظ أن هناك هجمة منظمة بحق الأطفال المقدسيين بشكل خاص، وتصاعدت حملات الاعتقال للمقدسيين، ذكورا واناثا، صغارا وكبارا.

وخلال العام المنصرم 2017 سُجل 2436 حالة اعتقال في صفوف المقدسيين، وهذه تشكل نسبة 36.1% من اجمالي الاعتقالات خلال العام نفسه. أي أكثر من ثلث اجمالي الاعتقالات خلال العام 2017 كانت من القدس، وان ما سُجل من اعتقالات في مدينة القدس خلال العام 2017 شكل زيادة قدرها 23.5% عن العام 2016.
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة وفي سابقة خطيرة حولت سلطات الاحتلال العديد من المعتقلين المقدسيين بينهم أطفال قصر الى "الاعتقال الإداري" .

وبين قراقع، أن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، رصدت اعتقال نحو 1467 طفلا من كافة محافظات الوطن، وأن نصيب القدس كان حوالي 800 طفل، ويشكلون نحو 54.5% من اجمالي الاعتقالات التي استهدفت الأطفال الفلسطينيين.

وأضاف، "ان نسبة اعتقال الأطفال المقدسيين خلال العام 2017 شكلت زيادة قدرها 20% عن العام 2016، شمل اعتقال الاطفال، 54 طفلا أقل من جيل المسؤولية دون 12 عام و 88 امراة و6 قاصرات، واصغر المعتقلين طفل عمره 6 سنوات من سلوان وطفل من حي شعفاط بالقدس عمره 7 سنوات".

وبين، "أن الاحتلال تعمد الاعتداءات الوحشية على المتظاهرين واصابتهم بجروح بليغة، واستخدام الهراوات والقنابل الصوتية، الغاز، الرصاص، غاز الفلفل، المياه العادمة، الضرب المبرح، وهناك شهادات كثيرة وتشير الى تعرض المعتقلين للتعذيب والتنكيل والمعاملة القاسية منذ لحظة اعتقالهم وخلال استجوابهم".

وقال، "أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صعدت من استهدافها لفئتي الأطفال والشباب بهدف تشويه مستقبل الأطفال وتدمير واقع الشباب الفلسطيني، وبالأرقام وخلال رصدنا للاعتقالات والفئات العمرية من المعتقلين الفلسطينيين في القدس نجد بأن ما نسبته 70% من المقدسيين الذين طالتهم الاعتقالات الإسرائيلية خلال العام 2017، كانوا من فئتي الشباب والأطفال ذكورا واناثا. حيث شكلّت نسبة اعتقال الأطفال نحو 32.8% من مجموع الاعتقالات خلال العام المنصرم، فيما كانت نسبة الشباب الذين تعرضوا للاعتقال وأعمارهم تتراوح ما بين 18-30 عاماً، نحو 37.2% من مجموع الاعتقالات خلال العام 2017، فيما شكلت الفئات العمرية الأخرى ما نسبته 30% من مجموع تلك الاعتقالات".