اليوم وغدًا.. "التعاون الإسلامي" و"الجامعة العربية" تُصدران 3 مشاريع قرارات بشأن القدس

2017-12-04

تحركات فلسطينية مكثفة ضد نقل السفارة الامريكية الى القدس

اليوم وغدًا.. "التعاون الإسلامي" و"الجامعة العربية" تُصدران 3 مشاريع قرارات بشأن القدس

عواصم/ تقرير- وكالات: تعقد منظمة التعاون الإسلامي في جدّة، اليوم الاثنين، والجامعة العربية غدًا الثلاثاء اجتماعيْن منفصليْن، بصورة طارئة بناءً على طلبٍ فلسطينيّ، لبحث القرار الأمريكي المُتوقّع صدوره الأربعاء من هذا الأسبوع بشأن الاعتراف بالقدس عاصمةً لدولة الكيان الصهيوني وتداعيات نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة.

من جهته، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي "إنّه من المقرر أن يصدر عن الاجتماعيْن 3 مشاريع قرارات، ستكون واضحة وصريحة يجب أن تقرأها الإدارة الأميركية بعناية".

وفي تصريحات إذاعية، أوضح المالكي أنّ "القيادة الفلسطينية تواصل اتصالاتها ضمن التزامها السياسي والقانوني والأخلاقي على جميع المستويات مع دول العالم، في مطالبةٍ لجميع الأطراف بالتدخل السريع وعلى أعلى مستوى لإجهاض الخطوة الأمريكية".

وأشار إلى وجود "أقطابٍ من دوائر صنع القرار في واشنطن تحاول الضغط باتجاه تأجيج العلاقة مع فلسطين، من أجل القبول بما سيُعرض لاحقًا عبر المفاوضات بشأن العملية السلمية"، مؤكدًا أن هذه الضغوط "لن تجدي نفعًا".

وكان مسؤولون أمريكيّون صرّحوا، الجمعة الماضية، بنيّة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الكيان، وذلك في خطابٍ سيلقيه الأربعاء المقبل.

وصرّح ترامب، الذي ترأس الولايات المتحدة مطلع العام الجاري، وفي أكثر من مُناسبة منذ حملته الانتخابية، بنيّته نقل السفارة للقدس، وأنّ تنفيذ هذا القرار هو مُجرّد مسألة وقت. ووقّع مطلع يونيو الفائت مذكرةً بتأجيل نقل السفارة لمدة 6 أشهر، تنتهي هذا الشهر.

تحركات فلسطينية رسمية

بتعليمات من رئيس دولة فلسطين محمود عباس، طالب وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي بعقد اجتماعين طارئين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث المخاطر المحدقة بالمقدس والمقدسات.

جاء ذلك خلال اتصالات أجراها المالكي مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني.

وأطلع المالكي الأمناء العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي على آخر التطورات على الساحة الفلسطينية بشكل عام، وما يتم تداوله بشأن عزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة الاحتلال الاسرائيلي بشكل خاص، وذلك في خطاب يلقيه بعد غدٍ الأربعاء، ومدى تأثير ذلك على القضية الفلسطينية من جهة، وعلى الدول العربية والإسلامية من جهة أخرى، مبينا أن ذلك سيُفقد الولايات المتحدة الأميركية دورها في عملية السلام، ويضعها في خانة المنحاز لدولة الاحتلال وطموحاتها التوسعيّة، مبيِّنا أن في ذلك تجاوزا للقرارات الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي من جهة، والصراع العربي الإسرائيلي من جهة أخرى.

وحمل المالكي الولايات المتحدة التداعيات الخطيرة لمثل هذه الخطوة، محذرا من أنها ستفجر الأوضاع في الأرض الفلسطينية والإقليم، مشددا على أنه كان أحرى بالولايات المتحدة والتي تلعب دور الوسيط بأن تُقدِّم خطتها المنتظرة للحل، وليس زيادة التعقيد في مسائل الحل.

وبيّن أن مثل هذه الاجتماعات مهمَّة، لأنها ستناقش الخطوات الواجب اتخاذها بخصوص هذا الإجراء الأميركي غير المسؤول، آملا أن تكون القرارات بهذا الشأن تتناسب وحجم القدس وأهميتها بوصفها عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة من جهة، وكونها أولى القبلتين وفيها المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين، وكذلك كنيسة القيامة.

وأوضح المالكي أن الرئيس اتصل بالعديد من الزعماء على كافة الساحات العربية والإسلامية والخليجية والدولية، داقا ناقوس الخطر لنتائج مثل هذا القرار وتداعياته الخطيرة.

الخارجية: قرار سيقضي على فرص السلام

وكانت وزارة الخارجية اصدرت بيانا افادت فيه ان التوقعات تشير الى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد لإصدار بيان رئاسي من شأنه أن يؤكد فيه أن أمريكا تعترف بـ (القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل)، وإذا ما صدقت التوقعات فإن ذلك سيشكل إنقلابا دراماتيكيا على الموقف الأمريكي التقليدي المعروف من قضية القدس.

وأكدت وزارة الخارجية انه ومنذ اللحظة الأولى قام الرئيس محمود عباس بسلسلة طويلة من الإتصالات مع نظرائه من القادة العرب والمسلمين والدوليين، وأطلعهم على مخاطر هذه الخطوة وإنعكاساتها المدمرة على الأوضاع برمتها، مطالبا بتدخل فوري وتحرك سريع قبل فوات الاوان، للحيلولة دون صدور مثل هذا الإعلان الخطير.

بدوره يواصل وزير الخارجية والمغتربين د.رياض المالكي، إجراء إتصالات مكثفة مع نظرائه من الأشقاء والأصدقاء وعلى مستوى العالم، لوضعهم في صورة التداعيات الخطيرة المتوقعة لمثل هذا الاعلان الأمريكي، داعيا الى مواقف حازمة من شأنها أن تقنع الإدارة الأمريكية على التراجع عن إصدار هذا الإعلان.

في السياق، تعقد الجامعة العربية غدًا الثلاثاء إجتماعا لها على مستوى كبار المندوبين الدائمين، بناء على طلب تقدم به وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي بإسم دولة فلسطين، على أن يعقبه إجتماعا لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية لتدارس هذا التغيير الخطير في الموقف الامريكي اتجاه القدس

كما طالب وزير الخارجية بعقد إجتماعات طارئة ومماثلة لمنظمة التعاون الإسلامي للغاية نفسها، ويواصل إتصالاته الحثيثة مع عديد الأطراف العربية والإقليمية والدولية بمن فيها أمين عام مجلس التعاون الخليجي، ووزير خارجية المملكة المغربية الشقيقة، بصفتها رئيسة لجنة القدس، ومع مفوّضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، وغيرهم من المسؤولين الدوليين

كما يواصل التنسيق الدقيق مع وزير الخارجية والمغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، خاصة في سياق الدور الذي تقوم به المملكة وجلالة الملك عبدالله الثاني في حماية المقدسات، وكرئيس للقمة العربية.

وأكدت الوزارة أن خطوة أمريكية من هذا النوع والمضمون ستقضي نهائيا على ما أسمته "فرص السلام التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية"، خاصة أنها تفقد أمريكا دورها كراعٍ لعملية السلام، بل وتصبح طرفا في الصراع منحازا لصالح الإحتلال على حساب الحق الفلسطيني والشرعية الدولية، كما أنها ستؤجج الأوضاع في المنطقة برمتها ببعديها الأمني والديني، وتعكر أجواء المفاوضات وتنشر حالة من فقدان خطير للأمل في السلام والحلول السياسية للصراع.

ورأت الوزارة أنه في حال صدر هذا الاعلان فإن الولايات المتحدة الامريكية وحدها تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تداعياته ونتائجه.

وكانت الرئاسة الفلسطينية قد حذرت في وقت سابق من الأثر "المدمر" لأي خطوة تحرم الفلسطينيين من حقهم في أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.

وقالت الرئاسة إن "الاعتراف أو نقل السفارة الأميركية للقدس ينطوي على نفس الدرجة من الخطورة على مستقبل عملية السلام ويدفع المنطقة إلى مربع عدم الاستقرار"، مبرزة أن "أي حل عادل يجب أن يضمن أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة المستقلة".

ووفق بيان الرئاسة فإن "القدس الشرقية بمقدساتها هي البداية والنهاية لأي حل ولأي مشروع ينقذ المنطقة من الدمار".