لقاء مع السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي .. حول قضايا الساعة في فرنسا والاتحاد الاوروبي

2017-10-12

لقاء مع السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي .. حول قضايا الساعة في فرنسا والاتحاد الاوربي

تقرير: رشيد غويلب

أجرت جريدة "نيوز دويجلاند" الالمانية حوارا مع بيير لوران السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي تناول فيه الوضع في الاتحاد الأوربي، اوضاع اليسار الفرنسي، قوانين "اصلاح" سوق العمل الأخيرة، وسبل مواجهة اليمين الشعبوي المتطرف.

وفي ما يلي أهم الموضوعات التي طرحها القائد الشيوعي الفرنسي.

خطاب ماكرون في السربون

طرح ماكرون في خطابه فكرة التاسيس الجديد للاتحاد الأوربي، ولكن ما طرحه لا يتعدى كلمات فارغة. ومقترحاته تؤكد عدم القطيعة مع ما هو قائم، فليس هناك تغيير حقيقي في البنية الاجتماعية والاقتصادية للاتحاد. لقد تحدث عن "مواءمة اجتماعية"، لكنه لم يقل كيف ستكون هذه المواءمة من أسفل إلى أعلى أو بالعكس. والأسوأ من ذلك أنه استشهد بفرض قانون العمل الفرنسي الجديد، والذي يمثل خطوة حقيقية إلى الوراء بالنسبة للعاملين.

وثمة مشكلة اخرى في الخطاب تتمثل في التركيز على سياسة دفاع أوروبية مشتركة وزيادة عسكرة أوروبا. في وقت ينبغي فيه لأوروبا أن تتصدى للنضال من أجل نزع السلاح وإلغاء العسكرة. ربما يدرك ماكرون الفجوات العميقة بين شعوب أوروبا. لكنه لا يشير إلى أي شيء يمكن أن يغير هذا الوضع. ان موقف الشيوعي الفرنسي من الاتحاد الأوربي يتلخص في ضرورة قيام اوربا جديدة اكثر عدالة اجتماعية وديمقراطية من ذي قبل.

الاحتجاجات ضد قانون العمل الجديد

لقد قادت نقابة سي جي تي ومجموعات نقابية اخرى الحركة الاحتجاجية. ومن الطبيعي أن تسهم الأحزاب والمنظمات السياسية الى جانب النقابات في تعزيز حركة الاحتجاج ضد "إصلاح" سوق العمل. وعلى سبيل المثال قدم الحزب الشيوعي مساهمته خلال مهرجان اللومانتية الاخير. وفي هذا السياق جاءت التظاهرة التي نظمتها حركة جان لوك ميلنشون.

ولكن ميلينشون ارتكب خطأ ، عندما اعتقد، بأن تظاهرته يمكن أن تكون أكبر من تظاهرة النقابات ويمكن أن تحل محل حركة اجتماعية متعددة الأطراف. وان دور الشيوعيين هو مساعدة النقابات العمالية على تنظيم حملات وانشطة مؤثرة.. ولا تزال الحركة ضد إصلاح سوق العمل آخذة في التصاعد.

مشاكل عمل قوى اليسار المشترك

يتصف الوضع الراهن لليسار الفرنسي بمؤشرين الاول هو نهاية هيمنة الحزب الاشتراكي التي استمرت عقودا، وانفتاح افق امكانيات جديدة. وفي هذا الفراغ اكتسب ملينشون نفوذا، وكذلك الحال بالنسبة للحزب الشيوعي. ويعتقد ميلينشون أن حركته النامية وحدها يمكن أن تمثل اليسار كله. ويرى ان على قوى جبهة اليسار التي نشأت في انتخابات 2012 ان تنضم تحت لواء حركته.

وبالمقابل يرى الحزب الشيوعي ضرورة العمل المشترك بين قوى اليسار: حركة ميلنشون، الحزب الشيوعي، حزب اليسار الفرنسي، اليسار البيئي، والحركة الجديدة لمرشح الحزب الاشتراكي في انتخابات الرئاسة الاخيرة بينوا هامون الذي غادر صفوف الحزب الاشتراكي. ان الحزب الشيوعي يشدد على احترام التعددية في معسكر اليسار. وهذا ما يعكسه ايضا التعاون بين الحزب، وحركة ملينشون في الجمعية الوطنية الفرنسية حاليا.

الأهمية الراهنة للشيوعي الفرنسي

لايزال الحزب قوة مهمة في فرنسا، ويضم حاليا 110 الف عضو. ويمتلك الحزب 7 آلاف عضو في مجالس بلديات المدن والقصبات. وللحزب كتلة في الجمعية الوطنية. واشار استطلاع نظم مؤخرا ان 23 في المائة من الفرنسيين لديهم رأي ايجابي بالشيوعية. وهناك قناعة واسعة في فرنسا بان المساواة قيمة يسارية، ويعود ذلك الى تاريخ الشيوعيين وتقاليد الثورة الفرنسية. ان تكون شيوعيا تعني اليوم الانضمام الى القناعة بضروروة تنمية المجمتع على اسس تشاركية. إن فكرة ماركس وإنجلزبشان تجاوز الرأسمالية هي مصير القرن الحادي والعشرين. ولكن من الصحيح أيضا أن هذه الأفكار تناقش حاليا في دوائر تسمى غير شيوعية. وعلى الشيوعيين التفكير في ذلك.

الحزب الشيوعي وصعود اليمين المتطرف

من الخطأ اعتبار صعود اليمين المتطرف، نتيجة لتحول ناخبي الحزب الشيوعي السابقين لدعمه. ان هذا الصعود جاء لتحول الناخبيين من مواقع اليمين الى اليمين المتطرف، بالاضافة الى قسم كبير من الناخبين، الذين خيب آمالهم الحزب الاشتراكي. وخلال العشرين سنة الأخيرة انتقل قسم صغير من ناخبي الحزب الشيوعي الى التصويت لصالح اليمين المتطرف. ان جميع بلدان القارة تواجه صعود اليمين المتطرف. وازمة الراسمالية غذت فكرة الانشقاق الاجتماعي، واليمين المتطرف قادر على تحويل الغضب والمخاوف الى انقسام، ويجب على الشيوعيين مواجهة ذلك بالأمل بمجتمع تضامني، ومن الضروري عدم اخفاء قيمهم ومثلهم، بل اظهارها علنا. وعلى الشيوعيين الدفاع عن تضامن العاملين، فاليمين المتطرف هوالرابح من الانقسام.