بالصور: تواصل فعاليات المهرجان الـ43 للشبيبة الشيوعية اليونانية

2017-09-23

بالصور: تواصل الفعاليات السياسية والثقافية للمهرجان الـ43 للشبيبة الشيوعية اليونانية

أثينا- تقرير خاص: تتواصل في عشرات مدن اليونان إقامة الفعاليات السياسية والثقافية للمهرجان الـ43 للشبيبة الشيوعية اليونانية وصحيفتها “أوذيغيتيس”، المكرسة في هذا العام لذكرى مرور 100 عام على ثورة أكتوبر.

هذا وكانت تظاهرات مهرجان الشبيبة الشيوعية اليونانية قد اقيمت في الفترة من 13 وحتى 16 سبتمبر/أيلول الجاري في مدينة ثِسالونيكي، حيث أقيم تجمع سياسي كبير تحدث ضمنه الامين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني، ذيميتريس كوتسوباس الذي دعا الشباب قائلا: “اعتبار من يوم الغد، لاستمداد الزخم من نجاح المهرجان والتمكن من تلاقي المزيد من العمال والشباب معنا على خطى مسار التغيير الثوري. لكي نكافح معا من أجل مجتمع قادر على تلبية حاجاتنا المعاصرة. هو مجتمع حيث سيستطيع كل منا أن يطور شخصيته بنحو متكامل على أساس إمكاناته، وأن يُسهم بنحو طليعي في بناء هذ المجتمع. ذاك المجتمع الذي يشجع المبادرة والإبداع والتفكير الابتكاري الفعلي، والنشاط الواعي، والذي يحرر الإمكانات الكاملة للشباب، التي يخنقها اليوم نظام الاستغلال والحروب، نظام الرأسمالية. إنه المجتمع الذي تحتاز الطبقة العاملة فيه على السلطة و يتحكم الشعب بالاقتصاد لأنه يحمل مفاتيحه، ولذا فهي قادرة التمتع بالثروة التي تنتجها بأياديها و عقولها، وعرقها و كدِّها. أي عبر تقديم ذات الرد الذي قدمه البلاشفة قبل 100 عام و هو القائل بأن العالم آخذ في التغير. من خلال الثورة، التي هزت العالم. من أجل التشكيك بوجهة نظر المستغلين الذين يرمون وحولهم ضد في الحركة الثورية في اليونان وأمميا”.

هذا وتطرق الامين العام للجنة المركزية إلى التطورات الداخلية والدولية. وشكا حكومة حزبي سيريزا واليونانيين المستقلين وتدابيرها القاسية المطبقة، المناهضة للعمال والشعب-على حد وصفه. ودعا العمال إلى التماشي مع الحزب الشيوعي اليوناني، مع الحركة العمالية الشعبية الممتلكة لخط القطع والصراع مع النظام الرأسمالي.

وكان كوتسوباس قد تطرق بشكل تفصيلي في كلمته التي ألقاها في ثِسالونيكي، إلى تطورات البلقان وإلى احتدام التناقضات الامبريالية البينية في المنطقة.

وفيما يلي مقتطفات مطولة من كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اليوناني والمتعلقة بالوضع في هذه المنطقة:

الرفيقات و الرفاق

لقد أكد أكتوبر في الممارسة على أن الصراع من أجل الخروج من الحرب الإمبريالية هو مرتبط بنحو وثيق مع الصراع من أجل السلطة العمالية، حيث تأكدت صوابية هذه الاستراتيجية البلشفية قبل 100 عام.

إننا نريد مناقشة هذه التجربة خصوصا في أيامنا هذه، حيث يتخلل الصراع والتنافس بين القوى العاتية في العالم الرأسمالي منطقتنا، منطقة البلقان، وبحر إيجة وشرق المتوسط.

حيث تشتبك في هذه المزاحمة، بطريقة أو بأخرى، علاقات بلادنا مع دول البلقان المجاورة، كذا والعلاقات اليونانية التركية وقضية قبرص.

حيث لا نتكلم هنا عن اشتداد وتيرة “الحبل” بل عن “تشابكه” ضمن التناقضات، وليس فقط مع تناقضات دول أعتى بل أيضا مع غيرها من”حلقاتهاالأصغر، ومع مخططات الطبقات البرجوازية في المنطقة.

هذا ويتمظهر التشكيك المتعدد اﻷساليب، بحقوق اليونان السيادية و حدودها من جانب الطبقة البرجوازية التركية، وأيضا من جانب طبقات برجوازية في بلدان مجاورة أخرى، حيث أحيي الفكر التوسعي، على سبيل المثال، في ألبانيا، في وقت حيث جارية في منطقتنا الحرب في سوريا مع “مرجل يغلي” ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأوروبا، في أوكرانيا، بل على كل حدود الناتو مع روسيا.

هذا هو السبب الذي يشهد بأن قرار حكومة حزبي سيريزا واليونانيين المستقلين، تجديد اتفاق التعاون الدفاعي المتبادل بين اليونان وحكومة الولايات المتحدة ليس بممارسة “روتينية”، بل عبارة عن عمل يورط بلدنا على نحو أعمق في مخططات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، التي تشتهي تعزيز دور قاعدة سوذا العسكرية الجوية البحرية، الشديد الاهمية سلفاً، باعتبار هذه القاعدة “أداة” قوية في المخططاتا لحربية في البحر المتوسط، وأيضا في دائرة نشاط أوسع.

وفي الوقت نفسه تجري صيانة وعصرنة قاعدة آراكسوس لتكون جاهزة لاستقبال رؤوس حربية نووية و أسلحة نووية، مما يزيد من المخاطر التي يتعرض لها شعبنا. حيث تقوم الحكومة باخفاء كل هذا عن الشعب اليوناني.

إننا ندعوكم للجهوزية، ولتنظيم الصراع.

لا للقواعد و للاٍسلحة النووية!

عندما أدلى نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس بتصاريح في أغسطس/آب الماضي، بأن روسيا تسعى إلى إشعال البلقان، فإن المرء يفهم سبب اهتمام الولايات المتحدة بتعزيز سوذا وسبب اقتراح وزير دفاع حكومة حزبي سيريزا واليونانيين المستقلين منح اراض جديدة لقواعد حربية، وسبب “تجوال” السفير الامريكى لدى اليونان فى الجزر اليونانية.

حيث كانت تصاريح نائب الولايات المتحدة، قد جرت هنا في البلقان، في أغسطس/آب الماضي، وتحديدا من الجبل الأسود، الذي جرى اقتياده على عجل ودون استفتاء كان قد وعد الشعب به، إلى “حظيرة” حلف شمال الأطلسي، إن هذه التصريحات هي مؤشر على تعزيز التناقضات الإمبريالية البينية في المنطقة الأوسع.

كما ونموذجية تجاه هذا الوضع كانت المناورات العسكرية الصيفية لحلف الناتو في بلدان البلقان، حيث أجريت البحرية في بلغاريا والعسكرية في رومانيا.

إن حكومة حزبي سيريزا واليونانيين المستقلين منخرطة حتى “أذنيها” في مخططات الناتو، تارة عند دعوة حلف شمال الأطلسي للحضور في منطقة بحر إيجة في اطار الحرب في سوريا، وطوراً، حين توفير منطقة عبور لقوى حلف شمال الاطلسي الأجنبية، هذا الصيف، إن هذا لا يحمي مصالح البلد، كما تدعي، بل يضع عنق شعبنا في “ملقط” المزاحمات الإمبريالية البينية.

وهكذا، عندما تغدو اليونان عتلة الخطط الأوروبية الأطلسية ضد روسيا، فقد سعت الطبقة البرجوازية الروسية للاستفادة من أي صدوع داخل تحالف الناتو المزاحم لها، وتوصلت إلى اتفاق مع تركيا لبيعها أنظمة إس 400 الروسية الحديثة جداً.

إننا بصدد حركة منضوية ﮐ”جزء” من المزاحمات البينية الإمبريالية الجارية بكافة الاساليب: الدبلوماسية كما نرى عبر عمليات “الطرد” المتبادلة لدبلوماسيي الولايات المتحدة وروسيا، والعسكري المتمظهر في زيادة الترسانات الضخمة واستهدافاتها المتبادلة، و أيضا عبر الوسائل المالية، حول كيفية، على سبيل المثال، اقتسام “فطيرة” التسلح، العالمية.

وعلى الرغم من ذلك، فإن تحركات كهذه، وقت تهديد تركيا مباشرة لسيادة 17 جزيرة يونانية، تسهم فقط في زيادة سباق التسلح بين الطبقتين البرجوازيتين. وهو السباق الذي سيدفع ثمنه الشعبان، في الوقت الذي يواجه فيه كلا الشعبان: اليوناني والتركي مآزق أسلوب التطور الرأسمالي والفقر والبطالة والاستغلال.

وعلاوة على ذلك، إن بيع هذه الأسلحة، حتى عندما تعتبر “سلاحاً دفاعيا بحتا”، فهو دون أي شيء آخر يأتي لتعزيز و“تحصين” عدوانية الطبقة البرجوازية التركية ضد اليونان وبلدان أخرى، مثل سوريا، التي تقوم تركيا بالتشكيك بحدودها.

ولهذا السبب فعندما يدعي الحكام بأن بلدنا هي “ركيزة للاستقرار” في “مثلث عدم الاستقرار” نظرا لاندماجها في مخططات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، فهم يقومون مرة أخرى بالكذب.

إنهم في الواقع يريدون إلباس الطبقة العاملة وشعبنا “طماشات” أوروبية أطلسية من شأنها أن تعيقه عن رؤية مدى خطورة مشاركة بلادنا في هذه المزاحمات، التي تهدف تحقيق مصالح أجنبية وتحديدا حول كيفية تحقيق الطبقات البرجوازية الاعتى “اﻷسود” ولكن أيضا بقية “النمور”، و“الضباع” وحتى “النسور”تقاسم “فريسة” موارد الطاقة والمواد الأولية، و طرق نقل البضائع وحصص الأسواق.

هذا هو السبب في أن “دعامة الاستقرار” الاسطوري لحكومة حزبي سيريزا و اليونانيين المستقلين ومثيلاتها لحزب الباسوك والجمهورية الجديدة هي مصنوعة “قش” أوهام قائمة فوق “رمال متحركة” من عدم يقين الهمجية الرأسمالية والأزمة الاقتصادية والحروب الإمبريالية.

ولا يمكن لحلف الناتو ضمان حل القضايا بين دول البلقان، حيث لم يؤمن على مدى 65 عاما حلاً بين اليونان وتركيا، أو في العلاقات بين اليونان وألبانيا.

والواقع أن ألبانيا خلال السنوات الثماني الماضية منذ انضمامها إلى حلف شمال الاطلسي لم تخفف من توجهها التوسعي الإقليمي الغير مقبول و مطامعها في أراض يونانية، في حين قامت ألبانيا بإلغاء الاتفاق على المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر، الذي كانت قد وقعتها في وقت سابق.

ولا يمكن بالطبع لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي أن يضفيا “السلم” و“الامن” على علاقات اليونان وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة. إن تجدد اشتعال التواصل في الآونة الأخيرة بشأن مسألة “اسمها”، بمشاركة عدة وسطاء لحل هذه المسألة يجري ضمن إطار تدميج البلد المجاور على نحو أبعد في الإمبريالية الأورو أطلسية.

هذا ولا ترغب الولايات المتحدة وحلفاؤها بأي شكل رؤية تعزيز نفوذ منافسيهم في جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة واندماجها في مخططات طاقية متناقضة مع مخططاتهم و غيرها. وبالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا أن ننسى أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك على مقربة من هناك وعلى الحدود مع كوسوفو، أكبر قاعدة لها في العالم، قاعدة كامب بوندستيل.

كما و تعجز عن ضمان “السلام والازدهار” تلك “المحاور” السياسية والعسكرية المروج لها بنحو واسع، مثل تلك القائمة مع إسرائيل. وتعرض هذه “المحاور” التي يجري تقديمها ﻛ “عرائس يتهافت عليها الطلب”، باعتبارها حلا لاستغلال سلس للثروة الطاقية في اليونان وقبرص، وإنقاذ الشعب في ظروف الأزمة الرأسمالية، إن كل ما بإمكان هذه العرائس “ولادته” هو معاناة جديدة لشعبنا.

وذلك أولا، لأنه حيثما شكلت “محاور” في العالم الرأسمالي، فقد أظهرت الحياة قيام “محاور مضادة” مقابلة من قبل مصالح اقتصادية وجيوسياسية مزاحمة. وبعد ذلك، فمن المعروف أن من يكسب من استغلال ثروة الطاقة هم القلة المتمثلون في عمالقة الطاقة، لا الطبقة العاملة، لا الشعوب!

ولهذا السبب تمارس الضغوط الغير مقبولة على الشعب القبرصي من أجل “حل” مزعوم لمشكلة قبرص، باسم الاستغلال السلس للثروة الطاقية من قبل المجموعات الاحتكارية مع هدف إضفاء الشرعية على عواقب الغزو والاحتلال، التركيين ونتائجهما.

إن الحزب الشيوعي اليوناني يُعرب عن تضامنه المستمر مع الشعب القبرصي ضد الغزو والاحتلال، التركيين وضد كل أشكال “الحل” التقسيمي.

ويكافح من أجل قبرص واحدة، دولة واحدة لا دولتين، ذات سيادة واحدة، جنسية واحدة، وشخصية دولية واحدة، وطن مشترك للقبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك، خالية من الاحتلال والقوى العسكرية الأجنبية، خالية من القواعد الأجنبية، والضامنين و “الحماة” الأجانب، حيث الشعب القبرصي سيدٌ في وطنه”.