الحقوق الفلسطينية فوق المحاور

2017-08-30

الحقوق الفلسطينية فوق المحاور

"الاتحاد" الحيفاوية

كتبت صحيفة "الاتحاد" الحيفاوية في افتتاحيتيها، اليوم الأربعاء، تقول:

تطوران موازيان ومتزامنان فلسطينيًا يُستنتجان من حدثين أخيرين. الأول زيارة الرئيس الفلسطيني  محمود عباس الى تركيا. والثانية تصريحات القائد العام في حماس يحيى السنوار عن آفاق العلاقات الايجابية مع سوريا وإيران "من دون الدخول في المحاور".

يرتبط هذان التطوران بالتطور الأكبر الحاصل في المنطقة، وهو مجموع المؤشرات الفعلية والقوية على "انحسار كبير في الأزمة السورية" كما يعرفها كثيرون ومختلفون..، وتزايد الآمال (لدى كل من تهمّهم سوريا وشعبها وليس أحقادهم الصغيرة!) بالتوجمثلما في حالة "حلف" نظامي قطر وتركيا.. (مرة وصفت صحيفة فرنسية السلوك القطري أنه لضفدع ظنّ نفسه بقرة.. ويبدو أن الوصف صحيح والكائنات تعود الى أحجامها الواقعية بفعل وفضل وقائع الميدان) .

إن ما يرتبط بموضوعنا الفلسطيني سياسيا هو أن سلطان أنقرة عاد مضطرًا الى بعض الرشد، وهو ما تبدى مثلا في اضطراره سماع التالي من عباس: "أكدنا لفخامة الرئيس على عزمنا لتوحيد أرضنا وشعبنا وإنهاء الانقسام، الأمر الذي يتطلب إلغاء اللجنة الإدارية المشكلة من قبل حماس، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها في قطاع غزة، وتنظيم الانتخابات العامة بأسرع وقت ممكن. وأنني أكرر القول بأنه لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة"..

يبدو أن اردوغان تنازل عن احلامه باستخدام غزة كموطئ قدم سياسية وليس كجزء من قضية شعب محتل ومحاصر ومهجّر حقوقه أسمى من كل التجاذبات. استقباله عباس كان أقوى طريقة للتعبير عن تغيير وجهته.

ويتزامن ما سبق مع إعلان العائلة الحاكمة في الدوحة عن أن لا شيء يربطها بحركة الاخوان المسلمين! ولصحيفة أمريكية بالذات. حصيلة هذه المعادلة هي التالي:

المتغطرسون الذين أرادوا صياغة إحداثياتٍ سوريّة وفلسطينية (ومصرية) وفقًا لأهوائهم ومصالحهم الواطئة يتراجعون. أما المصلحة الفلسطينية فهي تخلّص الفصيلين الكبيرين فتح وحماس من جميع آثار "الارتباطات الخارجية الإقليمية" حين تكون على حساب الأهم، والعمل برؤية وببرنامج سياسي كفاحي فلسطيني موحد يفرض أجندته فوق الجميع ولا ينصاع لأية أجندات اخرى.

ه الى دروب الحلول السياسية. وهو ما يحدث مع اضطرار كثيرين الى النزول عن ذروات أشجار عالية تسلقوها، وبعضهم كالكائنات الإتكالية التي تسلقت ظهور من أكبر منها ظنًا منها أن هذا السلوك سيحولها الى قوى عظمى