الذكرى الواحدة والأربعين ليوم الأرض

2017-04-07

الذكرى الواحدة والأربعين ليوم الأرض

بلال احمد أبو السعيد

إن الحركة الصهيونية منذ نشأتها كحركة سياسية وضعت أمامها هدف الاستيلاء على الحد الأقصى من الأرض كحتمية إقامة دولة يهودية كبيرة، وكانت الأرض ومنذ نشأة الكيان الصهيوني وما زالت عنواناً للصراع بين شعبنا العربي والأعداء الصهاينة.

ودّعنا آذار شهر الأعياد الوطنية والقومية والإنسانية بيوم الأرض، الذي يحتفل به شعبنا الفلسطيني في الثلاثين منه يعبّرفيه عن الرفض لكل سياسات الكيان الصهيوني الساعية إلى سلخ الشعب الفلسطيني من هويته الوطنية والقومية يعلن تمسكه بأرضه وهويته الوطنيّة ،وغدا هذا اليوم رمزًا للتشبث بالأرض والهوية والوطن، فبالرغم من أنها الذكرى ال41 إلّا أن الشعب الفلسطيني لايزال يعتبر “يوم الأرض” حدثًا مهمًا في تاريخ فلسطين، ويحرص على الاحتفال به .

يأتي يوم الأرض هذا العام متميزاً وخاصة يصادف مرور مئة عام على وعد بلفور المشؤوم، ما يجعل الإحتفال به رمزاً لتجديد وتفعيل احياء الفعاليات لتحريك القوى الوطنية والقومية والتقدمية سياسياً وعسكرياً في مواجهة الإرهاب الصهيوني والإرهاب الظلامي التكفيري، اللذان يتحالفان لتحقيق هدف واحد وهو السيطرة على هذه المنطقة من العالم مدعومين بقوى الإمبريالية العالمية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول اوروبا وبعض الدول العربية ويعود هذا الاحتفال إلى ذكرى قيام السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي السكنية الفلسطينيّة من أراضي قرى عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها من قرى منطقة الجليل لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية، عن طريق إصدارها "مشروع تطوير الجليل" والذي كان هدفه الأساسي تهويد هذه المنطقة حيث عمّت الاضرابات والمظاهرات من مناطق الجليل إإلى مناطق النقب وتم إعلان الإضراب الشامل، واندلعت مواجهات واستخدم الصهاينة المجنزرات والدبابات في اقتحام القرى الفلسطينية أدّت إلى استشهاد وإعتقال العديد من ابناء شعبنا، خاصة في سخنين وعرابة، مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين، هم: الشهيدة خديجة شواهنة والشهيد رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة من أهالي سخنين، والشهيد خير أحمد ياسين من قرية عرَّابة، والشهيد محسن طه من قرية كفركنا، والشهيد رأفت علي زهدي من قرية نور شمس هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي، وفي الذكرى العشرين عام 2000 لإحياء ذكرى يوم الأرض قدمت سخنين الشهيدة الرابعة شيخه أبو صالح، ونظراً لهذه الأحداث أصبح يوم الأرض يوماً وطنياً فلسطينياً يعلن فيه شعبنا رفضه "للمستوطنات" الصهيونية ومقاومتها التي كفلتها جمبع الشرائع الدولية،ويؤكد فيه على الإرتباط العميق بين حراس الأرض أهلنا في فلسطين المحتلة عام 48 وبين أمتهم العربية على امتداد الوطن العربي.

على هذه الأرض ما يستحق الحياة أنشودة فلسطينية تضيء العلاقة بين البشر والأرض، العلاقة في الذكرى الواحدة والأربعين ليوم الأرض، التي عليها نشأ الصراع، وما زال عليها يدور، وسيبقى كذلك، وسيعود الى مربعه الأول كصراع على الأرض

كأننا عشرون مستحيل

في اللد والرملة والجليل

هنا على صدوركم باقون على الجدار

وفي عيونكم ، زوبعة من نار