رغم قرار مجلس الأمن... البناء الاستيطاني في الأغوار مستمر

2017-01-19

رغم قرار مجلس الأمن... البناء الاستيطاني في الأغوار مستمر

تقرير: الحارث الحصني

في الوقت الذي يهدم فيه الاحتلال الإسرائيلي خيام المواطنين أو يمنعهم من اقامة أية خيام جديدة في مناطق متفرقة من الأغوار الشمالية، بحجج عدم الترخيص.. أمكن ملاحظة زيادة في عدد الوحدات الاستيطانية الجديدة في أكثر من مستوطنة في الأغوار الشمالية.

ورغم أن مجلس الامن الدولي وافق نهاية العام المنصرم على القرار (2334) الذي بنص على ادانة ووقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد موافقة 14 دولة على القرار وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، إلا أنه التوسع في مستوطنات الاغوار ما يزال مستمراا.

ويؤكد القرار الاممي عدم شرعية انشاء اسرائيل أية مستوطنات فوق الاراضي المحتلة عام 1967.

لكن ذلك القرار لم يسرِ حتى هذه الأيام على عدة مستوطنات، بعد ملاحظة العديد من الوحدات الاستيطانية الجديدة في مستوطنات مقامة قديما، أو وحدات جديدة في أماكن منفصلة في الأغوار.

مستوطنة "ميخولا" هي أول مستوطنة زراعية أقامها الاحتلال عقب احتلاله الضفة الغربية عام 1967، امكن ملاحظة العديد من الوحدات الاستيطانية الجديدة قيد الانشاء.

وعلى بعد مئات الأمتار من المستوطنة المذكورة يقيم محمود عواد "أبو رسمي"، خيامه منذ عشرات السنين في منطقة الحمة، إلا أن الاحتلال هدمها العام الماضي بحجة عدم الترخيص.

غربا من أبو رسمي بدأ مستوطن منذ عدة أشهر بوضع أساسات لمعرشات وبركسات على قمة إحدى الهضاب المجاورة.. وبدأت أعمال توسعة في المكان بشكل ملاحظ في ساعات الليل.

أما اليوم وخلال ساعات ما قبل الظهيرة، لوحظ تواجد عدد من المستوطنين مع سياراتهم بالقرب من تلك المعرشات المقامة.

وسياسة توسع البناء الاستيطاني في تلك المناطق الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي مع الأردن، أجبرت العديد من المواطنين الذين تم الاستيلاء على أراضيهم من قبل المستوطنين؛ إما لإقامة معرشات أو لزراعتها كما حدث منذ أيام مع بعض مالكي الأراضي القريبة من تلك المعرشات.

الصورة ذاتها لأعمال التوسع الاستيطاني في الأغوار، بعد أن لوحظ بناء "كرفان" على قمة هضبة صغيرة بالقرب من مستوطنة "روتم" المقامة على قمة جبل من الجانب الشرقي للشارع العام، والتي تطل على مضارب المواطنين في الفارسية والمناطق التي من حولها.

وبالقرب من ذلك "الكرفان" يرعى مستوطنون بأغنامهم عند سفح الهضبة.

وقبل عدة أيام أعاد المستوطنون السياسة ذاتها في خربة "مزوقح" شرق مدينة طوباس، بعد أن بدأ بعض المستوطنين من إقامة معرشات وقواعد لبركسات في الخربة.

والوصول إلى تلك الخربة القريبة من معسكر للاحتلال، يكون من طريقين إحداهما ترابية من الغرب والأخرى من الشرق، ورغم أنها معبدة لكنها ضيقة ويتخللها بعض الوعورة.

وعلى مدار عشرات السنين يهدم الاحتلال وبشكل دوري للمواطنين الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الأغوار خيامهم وحظائر أغناهم، ويدمر خطوط المياه التي تزودهم بالماء كما حدث في الاسبوع الماضي، بعد تدميره لخطوط مياه وطرق ترابية في الأغوار؛ بحجة عدم الترخيص.

في المقابل، فإن مستوطنين أقاموا المعرشات في الحمة، يمنعون تحت حماية قوات الاحتلال، أصحاب الأراضي من حراثتها للزراعة.

على مسافة تقدر بعدة كيلو مترات جنوبا، توجد مستوطنة "شيدموت ميخولا" الزراعية المقامة على أراضي المواطنين، التي تهتم بزراعة أشكال مختلفة من الورود.. وقد أنشأ المستوطنون على أراضي المواطنين المسلوبة محطة توليد للطاقة الكهربائية على مساحة أكثر من عشرة دونمات.

وتنتشر أكثر من ست بؤر استيطانية على قمم جبال الأغوار الشمالية، وهناك احتمالية زيادة تلك البؤر بعد التوسع الملحوظ في أكثر من منطقة.