قوات الامن تطوق مقر الحزب الشيوعي السوداني
السودان.. دعوة الى توسيع الاضراب والى الانتفاضة واسقاط النظام

2016-12-05

قوات الامن تطوق مقر الحزب الشيوعي السوداني

السودان.. دعوة الى توسيع الاضراب والى الانتفاضة واسقاط النظام

الخرطوم- خاص: تواصل قوات الأمن السودانية منذ نهاية الاسبوع الماضي، تطوق وفرض حصار على المقر الرئيس للحزب الشيوعي السوداني، في العاصمة السودانية، الخرطوم. وذلك بالتزامن مع استمرار العصيان المدني، احتجاجاَ على الممارسات القمعية للنظام السوداني ضد سياساته الاجتماعية والاقتصادية، خاصة رفع الدعم وزيادة اسعار الوقود وخدمات اساسية أخرى، فيما ندد ناشطون بتجاهل وسائل الإعلام العصيان المدني القائم في السودان حاليًا، مؤكدين ان تجاهلها العصيان، "لن يجدي نفعا".

تطويق المقر الرئيس  للحزب الشيوعي

هذا ولا تزال وحدات من قوات أمن النظام السوداني، تواصل  فرض حصار شامل المقر الرئيس للحزب الشيوعي السوداني، منذ صباح الاربعاءالماضي.

وجاء هذا التطور في سياق تصعيد الاجراءات القمعية التي لجأ اليها نظام البشير ضد حركة الاحتجاجات الشعبية التي اعقبت زيادة أسعار الوقود وحاجات أساسية.

وشملت هذه الاجراءات حملة اعتقالات لمعارضين وناشطين ديمقراطيين واغلاق صحف ومحطة تلفزيون.

ودعت المعارضة السودانية إلى عصيان مدني، اعتراضًا على قرار الحكومة برفع الدعم عن الوقود، وهو ما حدث جراء قرار آخر بتعويم الجنيه السوداني، بسبب تراجع احتياطي العملة الصعبة في البلاد، ما صحبه أيضًا ارتفاع في أسعار الدواء، مما أشعل موجة من الغضب في الشارع السوداني.

استمرار المقاومة

وقال الحزب الشيوعي السوداني، الشعب السوداني، في بيان، اصدره الاحد الماضي، "بادرت الجماهير كعادتها ودخلت في عصيان مدني وهي خطوة متقدمة في طريق تصعيد النضال ضد النظام".

واضاف "ظل الحزب الشيوعي منذ انقلاب 89 المشؤوم يدعو إلى تنظيم الجماهير واستنهاض حركتها وتوسيع مشاركتها والتنسيق فيما بينها للوصول إلى الانتفاضة الجماهيرية واسقاط النظام، عن طريق الاضراب السياسي العام والعصيان المدني".

واردف البيان"ولنجاح واستمرار المقاومة وبشكل مثابر، من المهم ربط كافة خطوات الجماهير بقضايا ملموسة تعكس مطالبها الملحة، مثل إلغاء الزيادات في أسعار الدواء، وبقية السلع واطلاق سراح المعتقلين، وانتزاع الحقوق والحريات الديمقراطية ووقف الحرب".

وأكد "في هذا الاطار يكون سلاح التنظيم والتعبئة والحشد، هو اداة الجماهير الرئيسة في تصعيد نضالها والسير في طريق الاضراب السياسي العام والعصيان المدني، حتى اسقاط النظام واقامة البديل الوطني الديمقراطي".

وختم الحزب الشيوعي السوداني، بيانه، بالقول "حتما سوف ينتصر شعبنا في معركته ضد هذا النظام الفاسد واقتلاعه من جذوره".

التعتيم لن يجدي

قال الناشط اليساري، كمال خليل، في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "التعتيم على العصيان المدني في السودان من قبل وسائل الإعلام المصرية لن يُجدي، الناس على القهاوي وفي الميكروباصاتبتتكلم وبتنقل الأخبار لبعضها، والكلمات اللي على لسان الناس (ناس جدعان، سبقونا، بكرة نحصلهم)، مهما تمنعوا وتعتموا رسائل الشعوب لبعضها بتوصل، رسائل الثورة والعدل لها أجنحة".

وكان وسم قد انتشر على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” غرد فيه المحتجون تحت هاشتاك #SudanCivilDisobedience من أجل تغطية أخبار العصيان المدني في السودان والذي قام عدة نشطاء بالدعوة إليه منذ عدة أيام.

ورافق الهاشتاك جملة من التعليقات التي عبرت عن امتعاضها من الفساد الحاصل في البلاد وتداعياته التي أثرت على الاقتصاد السوداني بشكل عام.

اضراب نسوي

ومازالت عدة ناشطات من المجتمع المدني المستقل والحركة النسوية في إضراب عن الطعام كنوع من التشجيع لهذا العصيان في الوقت الذي كان الهدوء سيد الموقف في العاصمة السودانية.

وفي الوقت الذي ترى فيه السلطات أن العصيان المدني لم يكن له تأثير كبير على الشارع السوداني إلا أن الناشطين احتفلوا بعد تجاوب عدد كبير من الأشخاص مع الإضراب.

ومن طلبات النسوة اللاتي يضربن عن الطعام خروج الرئيس عمر حسن البشير وحاشيته من السلطة مع تكوين مجلس انتقالي وإعلان دستوري مع برنامج جديد للحكم وحكومة تكون ديمقراطية إضافة إلى العديد من المطالبات الأخرى التي تأتي في الإبان.

ومن بين طلبات المعتصمات أن يؤسس نظام لا مركزي ديمقراطي مع التقليل من المصروفات الخاصة بالأمن والإدارة والمسؤولين السياسيين إلى أدنى المستويات وأيضا حل الميليشيات المسلحة بشكل كامل وإصلاح أجهزة الخدمة المدنية ومحاكمة المفسدين في البلاد ومكافحة هذا الأمر مع تعيين مفوضية مستقلة وتقليص عدد الولايات ليصل إلى ست فقط.

وقد قامت الناشطات بدعوة السودانيين بشكل عام والنساء بشكل خاص لمساندة هذه الحركة الاحتجاجية من أجل جعل السودان بلدا يمكن العيش فيه بكرامة بعد أن كان مدمرا حسب قولهن ونبهن إلى المخاطر التي تمر بها البلاد في ظل وجود السلطات الحالية

من جانبه يرى حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن ما يحدث حاليا في السودان هو عبارة عن جر للبلاد إلى حالة من الفوضى بسبب يأس المعارضة السياسية.

وألقت السلطات السودانية القبض على عشرات النشطاء وأعضاء في أحزاب معارضة بسبب مزاعم وقوفهم خلف الدعوة لعصيان مدني ضد خفض الدعم الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار.

ونقلت الإذاعة السودانية عن أحمد بلال عثمان، وزير الإعلام، قوله إن المعتقلين ستوجه لهم اتهامات "محاولة التحريض على أعمال شغب".

وفي اليوم الثالث لحملة الإضراب العام، بدت شوارع العاصمة الخرطوم خالية، كما خلت الفصول الدراسية وأغلق العديد من المتاجر أبوابه. وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

ومنعت السلطات أيضا صحيفة "الجريدة" الاثنين، كما أغلقت شبكة أم درمان التلفزيونية الخاصة.

وفي اليوم الأول للعصيان، الأحد، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الصور التي تظهر ضعف الحركة في شوارع ولاية الخرطوم التزام الكثيرين منازلهم.

وخلال عام 2013 اتخذت الحكومة قرارات مماثلة لخفض الدعم على المحروقات، ما أدى إلى تظاهرات احتجاج أسفر قمعها عن سقوط نحو مائتي قتيل بحسب مجموعات للدفاع عن حقوق الإنسان.