الكاوبوي ضد وكلائه التابعين!

2016-10-25

الكاوبوي ضد وكلائه التابعين!

الاتحاد الحيفاوية

اليساريون والتقدميون والقوميون ليسوا هم من يوجه التهمة هذه المرة.. بل احد كبار مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية. ومفادها، بكل وضوح "أمريكي"، أن أموال دعم الارهاب التكفيري لا تزال تسيل من تحت أنوف أنظمة خليجية الى مواقع العصابات. فقد قال النائب وزير الخزانة الاميركي آدم زوبين يوم السبت الفائت حرفيًا: "الكويت وقطر لا يزالان يفتقران إلى الإرادة السياسية اللازمة والقدرة على تطبيق قوانينهما ضد تمويل المنظمات الإرهابية".

كما يُستفاد من مفتتح الكلام، لسنا مستغربين من المعلومات والمعطيات. بل مكنتنا البصيرة والتجربة التاريخية وفهم حقيقة الصراع من طرح المعادلات المناسبة لفهم ما تطوّر في المنطقة.. منذ كانت صرخة الاحتجاج الثورية الشبابية قد انطلقت بحق، وحتى حلّت محلها منظمات مرتزقة مدفوعة الأجر ومدعومة بالسلاح والغطاء الاعلامي والسياسي!

قد يبدو شيئًا غير عادي أن تلاقي أنظمة النفط المسلوب نفسها أمام اتهامات بهذه "القسوة" ممن يحبون تسميته بالحليف.. لكن الحقيقة أنه ليس حليفًا بل سيدًا للمذكورين. يأتمرون بأمره وقت الحاجة ويجري قذفهم جانبًا أو للخلف او أينما كان حين يتطلّب الأمر والمصلحة الأمريكية ذلك. أو حين تنكشف الأوراق القذرة. وهذا ما يحدث فعلا هنا. بعد سنوات من تسليح مرتزقة الارهاب التكفيري الذي سرق اسماء واوصاف ورايات الاسلام والمسلمين، بحماية اعلامية وسياسية وميدانية من انظمة العمالة لواشنطن – تأتي عاصمة الامبريالية الآن لتوجه رصاص الاتهامات الى هؤلاء الوكلاء الوضيعين.. 

إنه تطوّر متوقع في هكذا سيناريو.. لأن المشاركين فيه لم ولا يحكمهم ضمير ولا قيمة ولا اخلاق ولا التزامات بمصالح شعوب، لا السوري ولا العراقي ولا السعودي ولا القطري ولا الكويتي ولا ولا.. جمعهم التآمر الهادف خدمة مصالح هي النقيض التام لمصالح الشعوب الحقيقية في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.

فهل يتعلم هؤلاء الحكّام التابعون ويعتبرون؟! يبدو أن هذا صعب. ويبقى الاعتماد على الشعوب في التعلم والاعتبار وتطبيق العبر عليهم!