اليسار الاسباني المتحد: الحكومة البديلة ممكنة

2016-08-30

اليسار الاسباني المتحد: الحكومة البديلة ممكنة

كتب/ رشيد غويلب:

في الخامس عشر من الشهر الجاري اعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال في اسبانيا رئيس حزب الشعب ماريانو راخوي انه سيقف في الثلاثين من آب امام البرلمان الوطني ليصوت عليه كمرشح لرئاسة الحكومة الجديدة.

وكان حزب الشعب اليميني المحافظ وحزب "المواطنين" الليبرالي اليميني قد وقعا في اليوم ذاته على اتفاقية لمكافحة الفساد اشترطها "المواطنين" للدخول في مشروع التحالف الذي سيشكل الحكومة. ورغم اهمية الاتفاق بالنسبة لمعسكر اليمين، فانه لا يشكل ضمانة اكيدة للنجاح في تشكيل الحكومة. ذلك ان مجموع المقاعد التي يملكها الحزبان في البرلمان يبلغ 169 مقعدا وهما بحاجة الى سبعة مقاعد اخرى لتوفير الاكثرية المطلوبة.

ولهذا يسعى راخوي الى اللقاء بزعيم الحزب الاشتراكي (وسط) بيدرو سانشيز، لإقناعه بأن تمتنع كتلته، على الأقل عن التصويت لتمرير الحكومة الجديدة في البرلمان، ولكن زعيم الاشتراكيين مصر، حتى ساعة اعداد هذا التقرير، على رفضه التعاون مع راخوي مؤكدا ان "الحزب الاشتراكي هو البديل وليس الحليف المحتمل".

ويتعرض سانشيز الى ضغط قوي من خارج حزبه ومن الجناح اليميني للحزب الاشتراكي للموافقة على صفقة تمرير حكومة اليمين. لكنه يصر على لاءاته المتعددة الاتجاهات، فهو يقول: لا لدعم راخوي، لا للامتناع عن التصويت، لا للتحالف مع كتلة اليسار، لا لانتخابات مبكرة ثانية. وفي ضوء تعسر ولادة حكومة اليمين الجديدة، كان ألبرتو غارثون المنسق العام لليسار الأسباني المتحد ونائب المتحدث باسم كتلة تحالف اليسار في البرلمان الإسباني، قد طالب في وقت سابق زعيم الحزب الاشتراكي سانشيز بإظهار "مزيد من العزم" لتشكيل "حكومة بديلة". ويؤكد هذا القائد الشيوعي ان على سانشيز البدء بحوارات مع القوى السياسية الأخرى، لمنع تشكيل حكومة يمينية جديدة. وان راخوي "يتحمل المسؤولية السياسية عن منظومة الفساد التي تسود حزب الشعب المحافظ".

واضاف غارثون: " حتى اذا استسلم حزب المواطنين والحزب الاشتراكي وقبلا بزعامة راخوي للحكومة الجديدة، فان الامر لن يحسم ". ومن هنا تأتي مطالبة زعيم الحزب الاشتراكي "ببذل المزيد من الجهود على طريق البحث عن حكومة بديلة، وتجنب الذهاب الى انتخابات مبكرة جديدة.. فمن الواجب اذن تعبئة الشارع وقيادة النضال لمنع حزمة تقشف مقبلة".

وبهذا يصبح الطريق مفتوحا امام حكومة بديلة برئاسة سانشيز، كما يرى غارثون.

والحكومة البديلة على اساس تحالف الحزب الاشتراكي مع قوى اليسار الاسباني سوف لا تجد الدعم في الشارع السياسي فقط، وانما تبدو امكانية تحقيقها برلمانيا واردة، عبر اقناع ممثلي احزاب اليسار القومي في ولايتي كاتالونيا والباسك ، في البرلمان الاسباني، بدخول التحالف المرتجى.

ويبدو المنسق العام لليسار المتحد مقتنعا بان التحالف الذي يشكل هذه الحكومة ممكن، على خلاف الوضع الذي كان قائما بعد الانتخابات العامة في كانون الأول الماضي. وكان الحزب الاشتراكي قد عرض بعد الانتخابات الأولى برنامجا يمينيا ليبراليا لذلك تم رفضه من قبل قوى تحالف اليسار الأساسية. والآن تتفاوض قوى اليمين بشأن برنامج شبيه به، في حين عبر الاشتراكي سانشيز عن رفضه برنامج اليمين الذي يجري الحوار بشأنه. ومعلوم ان انتخابات نهاية حزيران المبكرة في اسبانيا لم تسفر عن اغلبية واضحة. فعلى الرغم من الزيادة الطفيفة التي حققها الحزب الحاكم، الا ان مجموع مقاعد اليمين ظلت اقل من الأكثرية المطلوبة لتشكيل الحكومة الجديدة. واذا ما فشل راخوي في تصويت الثلاثين من آب، فسيكون امام البرلمان شهران آخران. للتصويت على مرشح بديل. واذا ما فشلت هذه المحاولة ايضا،سيتوجب الذهاب الى انتخابات وطنية مبكرة ثانية، ستكون الثالثة خلال قرابة عام واحد. والموعد المتوقع حسب القوانين والآليات النافذة، هو الخامس والعشرون من كانون الاول 2016 .

والذي يصادف عطلة اعياد الميلاد، حيث لن تكون هناك رغبة لدى الناخبين في الذهاب الى صناديق الاقتراع.