خطوات قمعيّة أمريكية ضد BDS تكشف قوة حركة المقاطعة المناضلة

2016-06-30

خطوات قمعيّة أمريكية ضد BDS تكشف قوة حركة المقاطعة المناضلة

رام الله: ذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية أن النجاح الذي حققته حركة «مقاطعة إسرائيل»، المعروفة اختصاراً بـ«BDS»، على مدار السنوات الماضية، دفع بحاكم ولاية نيويورك لإصدار أمرٍ بتجميد أموال تلك الحركة كبحاً لنشاطها.

وأوضحت الصحيفة في مقالٍ لكاتبها بليك فليشر أن حاكم الولاية، آندرو كومو، أصدر الأحد الماضي قراراً تنفيذياً (رقم 157) تقوم السلطات الأميركية بموجبه «بتجميد وتصفية وإنهاء استثمارات أموال حركة مقاطعة إسرائيل».

«إذا قاطعتم إسرائيل، فإن نيويورك ستقاطعكم أيضاً». هكذا عنون كومو رسالته إلى سلطات بلاده، مضيفاً أن «تجميد أموال الحركة يمثل انتصاراً كبيراً للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل».

ويقول الكاتب: «إن ما يُميز الحركة المذكورة هو التنظيم الهائل الذي يقوده ممثلوها وعناصرها، عدا عن الأسلوب المنظم للاحتجاجات التي يقودونها بخلاف أي جماعة أو حزبٍ مؤيد لإسرائيل». إذ أنهم «ينجحون باستمالة قلوب الطلاب الذين لا يعلمون الكثير عن حقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذين يميلون لمساندة تلك الحركة الدولية».   
وعلى ما يرى كومو، فإن «خطورة هذه الحركة تتمثل في كسب المزيد من أولئك الطلاب السُذج الذين سيغدون يوماً قادةً لأميركا، وقد يعملون ضد إسرائيل مستقبلاً ويُصبحون أكثر تعصباً لصالح الفلسطينيين ويُشكلون تهديداً استراتيجياً لإسرائيل». 

ولفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة «حريصة» على إظهار قوة «حليفتها الصغيرة» في منطقة لا تشهد استقراراً، «الأمر الذي يجعلها ضعيفة ومعزولة، لذا فإن واشنطن تُتيح لتل أبيب استعراض قوتها في المنطقة عبر التدريبات المشتركة». ودعا المقال إلى «تجنيب عناصر حركة مقاطعة إسرائيل من توليهم أي مناصب في الحكومة الأميركية، تسمح لهم بالتأثير على الأمن القومي وسياسة الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط، للمحافظة على العلاقة الحيوية بين واشنطن وتل أبيب». 

من ناحيته، رأى عضو الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)، حيدر عيد، أن قرار عمدة نيويورك «لن يكون ذا تأثير حقيقي»، إذ أن سريان مفعوله على أموال الحركة يقتصر فقط على داخل الولاية، «وذلك إذا تم تطبيقه أصلاً». وأضاف، عيد في حديثٍ الى وكالة «صفا» للأنباء، أن القرار الأميركي «يمثل تعدياً على حرية الرأي والتعبير وهو مخالف أصلاً للدستور الأميركي، ويُظهر مدى الخطورة الذي يلعبه اللوبي الصهيوني على القرار الأميركي، وفي المقابل مدى قوة حركتنا على المؤسسات الإسرائيلية». 

ولفت إلى أن مثل هذه القرارات لن تؤثر في عمل حركة «مقاطعة إسرائيل»، قائلاً إن «الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا اعتقل 27 عاماً لنضاله ضد النظام العنصري، لكنه خرج بعد طول تلك الفترة ولم تنكسر مبادئه وفاز بجائزة نوبل للسلام».  

يذكر أن «BDS» حققت العديد من الإنجازات على مدار الأشهر الماضية، فقد خسرت شركة «ميكوروت» الإسرائيلية للمياه عقداً كبيراً قيمته 170 مليون دولار في الأرجنتين، كما أعلنت الحكومة الألمانية أنها ستستثني من اتفاقيات التعاون العلمي والتقني مع سلطات الاحتلال جميع الشركات والمؤسسات الإسرائيلية الموجودة في الضفة الغربية المحتلة.

ويضاف إلى هذه الانجازات، إعلان ثاني أكبر صندوق تقاعد هولندي، الذي تُقدّر استثماراته العالمية بـ 200 مليار دولار، سحب جميع استثماراته من البنوك الإسرائيلية.