صفقة إسرائيلية - تركية قوامها الغاز والاستخبارات وسائر المصالح

2016-06-29

صفقة إسرائيلية - تركية قوامها الغاز والاستخبارات وسائر المصالح

* مراقبون: أردوغان باع "حماس" وكشف المكشوف: رفع الحصار عن غزة ليس بين أولوياته!

حيفا- الاتحاد: أعلنت تركيا وإسرائيل أمس الاثنين، رسميا، عن إعادة العلاقات بينهما مقابل تبادل مصالح واضح وغير سري، في مركزه صفقات الغاز والتنسيق الاستخباراتي تحت سقف حلف الناتو.

ووفقاَ لذلك سيتم قريبا للطرفين اعادة سفيري الجانبين، بعد شبه قطيعة دبلوماسية استمرت ست سنوات، شهدت الكثير من السجال السياسي بينهما، رغم استمرار العلاقات الاقتصادية المتبادلة وتطورها باستمرار. مثلا: تقرير معهد الصادرات الإسرائيلي الذي أكد أن التبادل التجاري التركي الإسرائيلي ارتفع في عهد أردوغان بما يزيد عن خمسة أضعاف.

وفي الأسابيع الأخيرة، قامت تركيا وإسرائيل بوضع الخطوط العريضة للتقارب بينهما بينما ترغب تركيا في استعادة نفوذها الاقليمي، حسبما يرى محللون.

وينص الاتفاق على أن تدفع إسرائيل تعويضات لضحايا المجزرة الاتراك بحوالي 20 مليون دولار، وفي المقابل، تتوقف تركيا عن محاكمة جنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما سيسن البرلمان التركي قانونا لضمان منع المحاكمة. وفي حال توجه أهالي الضحايا الى محاكم دولية، فسيكون على الحكومة التركية الاعتراض عليها.

بنيامين نتنياهو أعلن عن الاتفاق في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الإيطالية روما، وفي نفس الوقت، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم في العاصمة أنقرة، لينهي الاتفاق اتصالات استمرت على مدى السنوات الست الماضية، منذ أن ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة أسطول الحرية، التي اسفرت عن استشهاد تسعة ناشطين أتراك وإصابة العديدين، في اليوم الأخير من شهر أيار العام 2010.

وقال نتنياهو إن الحصار البحري الإسرائيلي لقطاع غزة سيستمر بعد الاتفاق على تطبيع العلاقات السياسية والدبلوماسية مع تركيا. وأضاف أن الاتفاق الذي تم إعلانه مع أنقرة يبقي على "الحصار البحري الدفاعي" للقطاع الذي تديره حركة (حماس). وقال إن المساعدات الإنسانية يمكن أن تصل إلى غزة عبر الموانئ الإسرائيلية. وقال نتنياهو "هذا من المصالح الأمنية صفقة اسرائيلية-تركية قوامها الغاز والاستخبارات وسائر المصالح العليا لبلدنا. لم أكن مستعدا لأي تنازل في هذا الشأن. هذه المصالح ضرورية لمنع حماس من حشد أي قوة بحيث تبقى كما كانت وكما هي".

تركيا تنازلت عن شرط رفع الحصار عن قطاع غزة، والاتفاق ينص على أن تنقل تركيا "مساعدات إنسانية" إلى قطاع غزة دون تحديد كميات، الى ميناء سدود، على أن تقوم سلطات الاحتلال بنقل البضائع الى قطاع غزة.

 كما ستقيم تركيا محطة لتحلية مياه البحر في قطاع غزة، ومحطة لتوليد الكهرباء إلى القطاع. وتعهدت تركيا بأن تساعد اعادة جثتي جنديي احتلال في قطاع غزة حسب الادعاء الاسرائيلي، وأيضا شخصين تدعي إسرائيل انهما محتجزين في قطاع غزة.

رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أعلن أن اللقاءات والمفاوضات الرامية إلى تطبيع العلاقات التركية – الإسرائيلية انتهت مساء الأحد، بتوصل الطرفين إلى الوفاق بشأن نص إتفاقية، وقال "بهذا تكون مسيرة تطبيع العلاقات قد بدأت. وسيتم اليوم الثلاثاء التوقيع على نص الاتفاق من قبل وكيل وزارة خارجيتنا ونظيره الإسرائيلي. وعقب التوقيع ستبدأ مسيرة المصادقة عليه" في الجانبين. وأشار يلدريم إلى أن التوصل إلى الاتفاق استغرق زمناً طويلاً بسبب الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون في غزة في حياتهم اليومية والعزلة المفروضة عليهم وعرقلة إسرائيل وصول المساعدات اللازمة من العالم الخارجي ، مبيناً إنه تم إجراء مباحثات مطولة بهذا الشأن لحين التوصل إلى الاتفاق، وقال "ضمن إطار هذه الغاية ستبحر يوم الجمعة المقبل أول سفينة تركية متجهة إلى ميناء أسدود الإسرائيلي وعلى متنها أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية". 

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق بمثابة إنجاز في هذه المرحلة بالذات، وأن إسرائيل حققت مكاسب، مع دول اعتبرها مهمة في الشرق الأوسط، مشددا على الجانب الاقتصادي، وأن إسرائيل أصرت على موقفها الرافض لعدم إنهاء الحصار عن قطاع غزة.

تركيا تعهدت بعدم السماح لأي نشاط "ارهابي"!

قالت مصادر إسرائيلية، إن تركيا تعهدت بعدم السماح لأي نشاط "إرهابي"، بحسب الوصف الإسرائيلي، لحركة حماس، بما في ذلك جمع الأموال.

وقال وزير الاسكان يوآف غلانت، للإذاعة الإسرائيلية العامة أمس، إن الاتفاق التركي الإسرائيلي يرتكز على أهمية أمنية واقتصادية هائلة. وأشار غالانت إلى أن حقول الغاز التي اكتشفت في البحر المتوسط وتستخرج إسرائيل الغاز منها كانت ورقة مساومة هامة في المفاوضات وساعدت في التوصل إلى الاتفاق.

هذا واجه بنيامين نتنياهو انتقادات من جهات متعددة للاتفاق مع تركيا، من بينها رئيس حزب "العمل" يتسحاق هيرتسوغ الذي ادعى أن دفع تعويضات لضحايا مجزرة اسطول الحرية هو اذلال لإسرائيل، كونها تدفع تعويضات لمن اعتدوا على جنودها". وانضم إلى هيرتسوغ، الوزير السابق من حزب الليكود غدعون ساعر.

ترحيب أمريكي: "خطوة ايجابية"!

وزير الخارجية الاميركي جون كيري "اعتقد انها خطوة مهمة ان نقوم بتطبيع علاقاتنا"، مؤكدا ان الاتفاق "ستكون له انعكاسات كبرى على الاقتصاد الاسرائيلي". واضاف "استخدم هذه الكلمة عن قصد (...) اعني انعكاسات ايجابية كبرى".

ورحب كيري بالاتفاق واصفا إياه بـ"خطوة ايجابية".